قطع دايموند جون مسافة طويلة منذ بدأ تأسيس شركته للأزياء البالغة قيمتها التجارية حاليًا 6 بلايين دولار، صاحبة العلامة التجارية المعروفة “فوبو” FUBU، وهي اختصار لأربع كلمات إنجليزية معناها “من أجلنا، صُنع بأيدينا”. جون الذي أسس مشروعه في الدور الأرضي لبيت والدته بمبلغ لا يتعدى 40 دولارًا فقط، يوصف بأنه “مستثمر كسمكة القرش” أي أنه تاجر مغامر ومستثمر يجيد الاستثمار في مشروعات تدرّ أرباحًا كبيرة. وهذا الوصف مستمد من برنامج تلفزيوني ينتمي إلى نوعية برامج تلفزيون الواقع، ويدور حول المستثمرين من هذا القبيل. اسم البرنامج “خزان سمك القرش”. في حديثه مع موقع شير أميركا، تحدث دايموند جون عن الفشل باعتباره أحد عوامل النجاح في الأعمال التجارية.
سؤال: ذكرت أن الفشل جانب مهم للنجاح في العمل التجاري. لماذا؟
جون: إن الخسارة أو الفشل في الحقيقة تجربة رائعة لكي نتعلم منها. ففي كل مرة تمنى بالفشل تعرف العامل الذي كان السبب في الفشل، وإذا حالفك الحظ، تعرف لماذا كان سببًا في الفشل. ثم تأخذ هذه المعرفة لتطبقها في الخطوة التالية في مسيرتك.

سؤال: هل كان هناك وقت أردت فيه أن تستسلم وتتخلى عن مشروعك؟
جون: كنت على وشك أن أستسلم مرات كثيرة. لكن كنت محاطًا على الدوام بأفراد يشاركونني في الأفكار التي أومن بها ويدفعونني للاستمرار. وكان ذلك شبيهًا بحينما يكون لديك شريك في ممارسة الرياضة يتحداك على الدوام ويحثك على الذهاب لممارسة التمارين، خاصة في الأيام التي لا تشعر أنك راغب في الذهاب لموقع التمارين الرياضية.
سؤال: ماذا كان أهم درس تعلمته؟
جون: ما زلت أتعلم يوميًا، لذا من الصعب لي أن أقول ما كان أهم درس لي. كان هناك درس ثمين تعلمته على مدى السنين هو أن الناس أهم من الأرقام. استثمر في الأفراد- فإنهم يدرّون عليك أعلى العائدات.
سؤال: أنت تحدثت عن التنوع باعتباره أسلوبًا جيدًا لممارسة الأعمال التجارية. هل باستطاعتك توضيح ما تعنيه بذلك؟
جون: إن اتحاد فرق البيسبول لم يحدث فيه اندماج اللاعبين من خلفيات متعدّدة لمجرّد أن هذا كان الشيء الصواب من منطلق اجتماعي. إنما حدث الدمج في فرق البيسبول لأن مالكي وأصحاب الفرق كانوا يرغبون في وضع أفضل اللاعبين في الملعب، ليس إلا. والعمل التجاري لا يختلف كثيرًا عن ذلك؛ فلو أنك استبعدت الأقليات، أو النساء، تكون قد أضررت بمشروعك التجاري.
سؤال: ما هي النصيحة التي ستقدمها لروّاد الأعمال من الأقليات ومن النساء؟
جون: ثق بنفسك، وتيقن من أن لديك قدرات مثلك مثل أي شخص آخر. وتذكر دائمًا أنك تقف على أكتاف أولئك الذين سبقوك، وكن مستعدًا لأن ترد الجميل وأنت تمضي قدمًا.
سؤال: ذكرت أن المرشدين الأقوياء هم مفتاح النجاح. ما هي أفضل وسيلة للعثور على مرشد من هذا القبيل؟
جون: إن أكبر مفهوم خاطئ عن الإرشاد في مجال الأعمال التجارية هو أنك بحاجة لتكوين علاقة شخصية مع مرشد. فقد أصبح من المتاح الآن قدر كبير من الوسائل التي يمكن أن تتعلم منها، فباستطاعتك أن تتعلم من أفراد آخرين يلهمونك عن طريق مؤلفاتهم، ومقالاتهم، وأشرطة الفيديو الخاصة بهم، ومقترحاتهم التي ينشرونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
إذن، حاول أن تجد شخصًا سبق له أن فعل ما تنوي فعله واتبع قواعد اللعبة التي سار عليها. تبيّن ما قام به، وماذا كان نهجه حيال المشاكل والمصاعب التي واجهته، وكيف تغلب عليها. وانهل من تجاربه وأعد بناءها بطريقتك الخاصة. واسأل نفسك: ما الذي كان سيفعله ستيف جوبز (مؤسّس شركة أبل)، أو إيلون ماسك (أحد كبار رجال الأعمال ومؤسّس شركات تيسلا للعربات العاملة بالطاقة الكهربائية) أو أي شخص آخر كان في وضع كهذا؟
سؤال: اذكر ثلاثة أشخاص كانوا مصدر إلهام لك؟
جون: تأتي في المقام الأول، والدتي. فقد علمتني أن أفكر على مستوى كبير، أو في الأشياء الضخمة خلال طفولتي. هي كانت تعلق على جدار مطبخها فتاحة معلبات خشبية ضخمة عليها العبارة التالية: “فكر على مستوى كبير”، وهذه لازمتني والتصقت في ذهني.
وكان ممن ألهموني كذلك شخص كان يدير بقالة صغيرة محلية في الحيّ الذي كنت أسكن فيه، لم يكن مشهورًا ولا غنيًا. لكنه استطاع أن يحافظ على مشروعه التجاري سنوات عديدة. وأعتقد أن روّاد الأعمال يمكنهم أن يتعظوا من صاحب مشروع تجاري صغير تكون لديه سنوات خبرة طويلة، مثلما يتعلمون من شخص يدير شركة كبيرة.
راسيل سيمونز شخص آخر ألهمني بقدر كبير. وكان يقيم في الحي الذي كنا نسكن فيه. وهو بيّن لي أنه بمقدوري أن أجعل مما أحب عمله شيئًا مربحًا. وهو وأنا لدينا شيء واحد على الأقل نتشاطر حبه، وهو موسيقى وثقافة الهيب هوب.
سؤال: بصفتك مستثمر، ما هو أهم شيء تتطلع إليه في أي فكرة تُطرح؟
جون: ما الذي يمكن أن أستفيده منها.