ما الذي يمكنك أن تتعلمه من خطاب كان عاملا في تغيير التاريخ

أناس يساعدون في هدم جدار مليء بالرسوم الجدارية (Flickr/RaphaëlThiémard)
ألمان يساعدون في هدم جدار برلين في عام 1989 (Flickr/RaphaëlThiémard)

“السيد غورباتشوف، افتح هذه البوابة”. كان هذا ما قاله الرئيس ريغان، “موجهًا كلامه إلى الأمين العام للحزب الشيوعي السوفياتي عند بوابة براندنبرغ، بالقرب من جدار برلين. “السيد غورباتشوف، إهدم هذا الجدار!”

رسم هذا التحدي الصارخ الذي أطلقه ريغان الصيغة المطلوية لزيادة الضغوط الدولية على موسكو لكي تلتزم بتعهداتها في الانفتاح والإصلاح. جدار برلين، الذي أصبح رمزًا للاضطهاد السوفياتي، هُدم بعد ذلك بعامين، في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 1989، أي منذ حوالي 25 عامًا.

تركز الخطابات الجيدة على اهتمام المستمعين وتستأثر بعواطفهم. حتى أنها في بعض الأحيان قد توجّه مسار التاريخ.

خطابك أنت

إذا كنت تنوي إلقاء خطاب في مكان عام، خذ بعض النصائح من مؤلفي الخطابات الذين ساعدوا رؤساء الولايات المتحدة في إلقاء أهم كلماتهم المميزة.

روبرت ليرمان، كاتب الخطابات السابق في البيت الأبيض، الذي يدرّس موضوع صياغة الخطابات، ينصحك بأن تطرح على نفسك، عندما تبدأ بكتابة خطابك، الأسئلة الخمسة التالية:

  1. كيف يمكنني الإستئثار بانتباه المستمعين؟
  2. ما هي المشاكل المتوقعة مستقبلا؟
  3. ما هي الحلول التي يمكنني أن أتصورها؟
  4. كيف يمكنني أن أُلهم المستمعين لكي يثقوا بحلمي؟
  5. كيف يمكنني أن أجعل المستمعين لا يستمعون فقط، بل يبادرون إلى العمل أيضا؟

قال جوشوا غيلدر، الذي وضع خطابات للرئيس ريغان، إنه من أجل أن تضع نبرتك في عين الاعتبار، “تخيل أنك تتحدث مع أفراد العائلة والأصدقاء، وليس إلى مجرد جمهور لا تعرفه. إنك تتحدث، مثلا، مع العمّة ماتيلدا. إنك تحاول أن تفكر، ماذا يعني هذا بالنسبة لها؟ كيف يتطرق إلى احتياجاتها وهواجسها وآمالها؟”

وقال بيتر روبنسون، الذي كتب عبارة “إهدم هذا الجدار” في خطاب ريغان، اشار إن فريق عمله عرف ما هي النبرة التي كانت تصلح للرئيس: الوضوح، والشعور بالرؤية والهدف الأخلاقي.

كما كان روبنسون يعرف أيضًا أن كتابة الخطابات العظيمة تتطلب كسر القواعد واتباع غرائزك. وكان العديد من الدبلوماسيين قد نصحوا روبنسون بعدم الإشارة إلى جدار برلين في الخطاب. وعلى الرغم من تلك النصيحة، فإنه أبقى على عبارة “السيد غورباتشوف، إهدم هذا الجدار” في كل مسودة كتبها للخطاب.

ولحسن الحظ أن صاحب الرأي الأهم كان متفقًا مع روبنسون. فحتى قبل ساعات من إلقاء ريغان خطابه، كان مستشاروه  ينصحونه بعد مواجهة غورباتشوف بصورة مباشرة هكذا. إلا أن الرئيس ريغان قال لرئيس مكتبه، “الشباب في وزارة الخارجية لن يحبذوا الأمر، ولكنه الشيء المصيب الذي ينبغي القيام به”.