
الانضمام للعضوية فيها لها فوائدها. إحدى الطرق التي تزدهر بها الشركات الأميركية هي الانضمام إلى الغرف التجارية المحلية. هناك ما يقرب من 13 ألف غرفة تجارية تمثل شركات الأعمال التجارية المحلية داخل المجتمعات أو المدن أو المناطق أو في الولايات.
وتتيح “الغرف التجارية” لأعضائها فرص التواصل، وتساعدهم على التقدم بطلب للحصول على منح حكومية، وتمارس الضغط على المشرعين والمنظمين لتمرير قوانين أو سياسات مواتية للأعمال التجارية.
والعديد من أعضاء الغرف التجارية هم من شركات الأعمال التجارية الرئيسية المتوسطة والصغيرة، ولكن بعضهم من الشركات الكبرى العملاقة. ففي ضواحي شيكاغو، يضم أعضاء الغرفة التجارية لمنطقة إلجين (Elgin) 550 عضوا بما في ذلك مستشفيان، وشركة دولية لتوزيع الجوز، ومنطقة دراسية كبيرة وعدة منظمات للخدمات الاجتماعية.
وقالت كارول غيسكي، رئيسة الغرفة التجارية في إلجين: “إن إطار الشركات التي لدينا يتألف من رواد أعمال، وشركات صغيرة ، وتجار تجزئة، ومصنعين، وشركات محلية، والقطاع غير الربحي بطبيعة الحال أيضا. هذا هو التنوع المثير للاهتمام في مجتمعنا.”

وتبين بارك سيتي، بولاية يوتا، كيف أن المدينة وسكانها وشركات الأعمال التجارية المحلية فيها تجمع بينها مصالح مشتركة. وقد لعبت الغرفة التجارية في مدينة بارك سيتي التي تم تشكيلها في العام 1965، والتي يبلغ عدد أعضائها ألف عضو دورا أساسيا في ازدهار ونمو قطاع السياحة والترفيه في المدينة. وقال دان هوارد المتحدث باسم الغرفة التجارية في مدينة بارك سيتي إن الغرفة التجارية، على طول الطريق، اندمجت الغرفة التجارية في العام 1981 مع مكتب شؤون المؤتمرات والأعمال التجارية كي يتسنى لها أن تحظى بصوت أكبر في صنع السياسات المحلية.
وها هي اليوم، مدينة بارك سيتي التي يبلغ عدد سكانها 8 ألف نسمة، قد اختارها منتجعان رئيسيان للتزلج لتكون مقرا لهما، ويقام فيها مهرجان صندانس السينمائي الدولي، ويوجد بها 400 ميل من مسارات ركوب الدراجات والمشي لمسافات طويلة، وبها أكبر عدد من الفنادق الفاخرة في ولاية يوتا، ويتم فيها تصنيع معدات التزلج، والصناعة المرتبطة بتدريب الرياضيين على المستوى العالمي وأكثر من ذلك.
تاريخيا، عملت الغرفة مع المسؤولين المحليين لتطوير الحملات الإعلانية التي تجذب السياح. وهي تدعو اليوم إلى السياحة المسؤولة بيئيا وخلق فرص عمل دائمة (وليست موسمية) للسكان المحليين.
وقال هوارد “إن الأمر يتعلق حقا بالتوازن ونوعية الحياة للسكان المحليين، وكذا وجود قاعدة جيدة من (العملاء) للشركات.

حجر الأساس الاقتصادي
يعود تاريخ تأسيس الغرف التجارية إلى العام 1599، عندما ظهر المصطلح لأول مرة في مرسيليا، بفرنسا. وغرفة نيويورك التجارية هي الأقدم في الولايات المتحدة، التي أسسها التجار في العام 1768 واستأجرها الملك جورج الثالث في العام 1770.
اليوم، تعد غرفة التجارة الأميركية الوطنية (التي تأسست في 1912) أكبر اتحاد للأعمال التجارية في العالم. قالت المتحدثة باسم الغرفة، ميشال كويب، إن غرفة التجارة الأميركية الوطنية تربط حوالي 1500 غرفة تجارية حكومية ومحلية بخبراء السياسات والمحامين والمراسلين الذين يتواصلون بانتظام مع المسؤولين في واشنطن. وتمثل الغرفة الأميركية 3 ملايين شركة.

قال بوب روس، النائب الأول لرئيس ’شراكة توبيكا الكبرى‘ في كانساس (وهو اسم الغرفة التجارية لتلك المدينة) “إن الغرف التجارية في جميع أنحاء البلاد كانت تاريخيًا حجر الأساس للاقتصاد الأميركي. فهي تتيح للشركات التواصل مع بعضها البعض، وإثارة الرأي العام من أجل مصالحها الخاصة، كما أنها تعزز التأمين الاجتماعي والعدالة.”