ستكون ’شبكة النقطة الزرقاء‘ (Blue Dot Network) الجديدة التي أقامتها الولايات المتحدة وأستراليا واليابان بمثابة ختم للموافقة والاعتماد معترف به عالميًا لمشروعات البنية التحتية الكبرى، ما يتيح للناس معرفة أن المشروعات مستدامة وليست استغلالية.
بمجرد تشغيل الشبكة الجديدة بالكامل، فإنها ستجمع بين الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني الأخرى لتبني مجموعة من معايير تطوير البنى التحتية العالمية العالية الجودة.
قال وزير الخارجية الأميركية، مايكل آر بومبيو، في تشرين الأول/أكتوبر 2019، إن الولايات المتحدة “تريد نظامًا يتسم بالشفافية والتنافسية تدفعه حركة السوق ويكون مفيدًا لجميع المعنيين.” وهذا يتناقض مع نظام قائم على نموذج اقتصادي تقوده الدولة، حيث يتم إغلاق الصفقات وإتمام الاتفاقات بالرشاوى ومن ثم تخفق في تلبية احتياجات المجتمعات المحلية.
وهنا يأتي دور ’شبكة النقطة الزرقاء‘ (Blue Dot Network).
في ما يلي طريقة عمل الشبكة: يمكن لأي دولة أو شركة تجارية المشاركة في الشبكة، طالما أنها توافق على الالتزام بالمعايير العالية للشبكة، والمتمثلة في تعزيز الجودة، والاستثمار الذي يقوده القطاع الخاص. وستكمل المشاريع التي تسعى لتكون معتمدة من ’شبكة النقطة الزرقاء‘ طلبًا للانضمام عبر شبكة الإنترنت.
سوف تستفيد البلدان والشركات والمجتمعات المحلية من ’شبكة النقطة الزرقاء‘. فعندما يتم اعتماد المشاريع من قِبل ’شبكة النقطة الزرقاء‘، يمكن أن تكون المجتمعات والمستثمرون واثقين من المعايير العالية واستدامة البنية التحتية.
وقد أعلنت الولايات المتحدة وأستراليا واليابان عن الشبكة خلال ’منتدى الأعمال لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ‘ الذي عُقد في بانكوك يوم 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2019. وتتوافق المبادرة مع مبادئ مجموعة العشرين لجودة الاستثمار في البنية التحتية، خاصة في ما يتعلق بالحوكمة والمعايير البيئية والشفافية.
الشفافية في البنى التحتية العالمية
تتصدر المؤسسة الأميركية لتمويل التنمية الدولية، بصفتها ممثلةً للولايات المتحدة، ’شبكة النقطة الزرقاء‘. ولدى المؤسسة، التي تم إطلاقها في العام 2019، إمكانية الوصول إلى 60 بليون دولار من رأس المال والأدوات المالية الحديثة لمساعدة الشركات على الاستثمار في الأسواق الناشئة.
وتعد ’شبكة النقطة الزرقاء‘ من بين العديد من الجهود التي تبذلها الحكومة الأميركية لتعزيز الاستثمار العالي المستوى والتنمية الاقتصادية التي يقودها القطاع الخاص، بما في ذلك:
- بنك التصدير والاستيراد، الذي يستخدم 135 بليون دولار لتأمين القروض وتوفير رأس المال في جميع أنحاء العالم لضمان نمو اقتصادي عادل وشفاف ومستدام.
- مؤسسة تحدي الألفية (MCC)، التي تستخدم عملية تنافسية لاختيار البلدان التي تعمل معها في مشاريع ترمي لتحقيق النمو المستدام والحد من الفقر.
إن ’شبكة النقطة الزرقاء‘ سوف تجعل كلًا من المعايير الأميركية العالية للاستثمار، والجودة الأميركية العالية للبنية التحتية، أمرًا ملحوظا يراه العالم. قال بومبيو في آذار/مارس 2019، “إن صفقاتنا واتفاقاتنا لا تتضمن أية قيود أو شروط خفية.” وأضاف أن “عقودنا واضحة، ودوافعنا لا يكتنفها الغموض ولا لبس فيها.”
