سيارات أقل ودراجات هوائية أكثر. زيادة كفاءة استخدام الطاقة وتوسيع المساحات الخضراء. بدأت المدن في جميع أنحاء العالم تحدد أهدافها حتى قبل أن يجتمع قادة العالم في باريس في كانون الأول/ديسمبر من أجل التوصل إلى اتفاق دولي حول تغير المناخ.
وقد أبرمت الولايات المتحدة والصين- أكبر دولتين باعثتين للكربون- عددًا من الاتفاقيات حول المناخ، ولكن الآن يلتزم رؤساء البلديات من البلدين بتعزيز هذه الحركة الحضرية المتنامية.
فقد صرح رئيس بلدية لوس أنجلس إريك غارسيتي بالقول، “إننا نحّول الوعود الطموحة إلى تقدم ملموس ومحدد – تقدم لا يلبي الأهداف القومية للانبعاثات فحسب، إنما يتجاوزها أيضًا”. وأضاف، “بصفتنا رؤساء بلديات، فإننا مأمورون بإنشاء مدن أكثر ملاءمة للعيش فيها، ولكن جوهر دعوتنا هو خلق عالم يكون أكثر ملاءمة للعيش.”
وقّع مسؤولون محليون على إعلان قادة المناخ في الولايات المتحدة والصين في 15-16 أيلول/سبتمبر في لوس أنجلس وتعهدوا فيه بأن مدنهم ستخفض الانبعاثات وسترمي إلى وضع أهداف لتخفيض الانبعاثات أكبر من تلك المستويات التي وضعتها الحكومات على المستوى الوطني.
ومن جانبه صرح رالف بيكر، رئيس بلدية سولت ليك سيتي في ولاية يوتا، وهو أحد المشاركين في القمة، “علينا جميعا أن نعتبر أن المناخ أزمة ينبغي معالجتها في الوقت الراهن.”

تهدف مدينة سولت ليك سيتي إلى تكون لديها “أبنية دون انبعاثات في المدينة” وتقوم بتولد طاقتها المتجددة بنفسها وإلى عدم إنتاج أي نفايات في مبانيها الحكومية.
ومن جهته، قال حاكم ولاية كاليفورنيا جيري براون إن الرد على تهديد تغير المناخ “سوف يتطلب من القادة السياسيين على جميع المستويات القيام بالمزيد والمزيد من الإجراءات”. أصبحت ولاية براون أكثر جفافًا مما كانت منذ قرون. ويقول الخبراء إن ما نتج عن ذلك من تقنين استخدام المياه، والخسائر التي تكبدتها الزراعة، وحرائق الغابات كلها مقدمات بمثابة تنذر بتغير المناخ. وختم براون قائلًا “يتوجب على البشرية جمعاء وعبر كل أطباف الحضارة الإنسانية ، النهوض من أجل التصدي لهذا التحدي الفظيع على وجود الجنس البشري.”
