من الشائع جدًا أن يحكم عليك الناس بسبب مظهرك الخارجي. ولكن ماذا لو نتج عن هذا الحكم تمييز خطير يمنعك من الالتحاق بالمدرسة أو يجعلك غير قادر على الحصول على وظيفة؟ وماذا لو عرّض ذلك حياتك للخطر؟
حتى كأطفال صغار، يعيش العديد من المصابين بالمهق (ويعرف أيضًا باسم البهق أو البرص، وهو اضطراب خلقي يتميز بغياب الصباغ أو اللون في الجلد والشعر والعينين) في عزلة اجتماعية ويتعرّضون لتهديد مستمر بالعنف. إنهم يعيشون بهذه الطريقة بسبب وصمة عار ناجمة عن معلومات خاطئة.
الصحفية فيكي نتيتيما عرّضت حياتها للخطر من أجل فضح تلك الأكاذيب لأنه “عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان، ليس هناك من حل وسط،” على حد قولها.
في تنزانيا، حيث تعيش وتعمل نتيتيما، وفي بلدان أفريقية أخرى، يقوم الأطباء المشعوذون المحليون بنشر خرافات تقول إن المصابين بالمهق ملعونون، وإن حالتهم معدية، وإنه على الرغم من ذلك، فإن أعضاء أجسامهم المنتزعة بعد مماتهم تجلب الحظ السعيد. يستفيد الأطباء المشعوذون كثيرًا من هذه التجارة المروّعة واللإنسانية، كما اكتشفت نتيتيما من خلال تنكرها كمشترية محتملة لهذه الأعضاء.
هناك واحد من كل 1400 مواطن في تنزانيا مصاب بالمهق. إلا أن العديد من جيرانهم لا يعرفون أن حالتهم وراثية وتنجم عن غياب جزئي أو كلي للخضاب أو اللون في الجلد.

قالت نتيتيما، “قد لا يكون لديك قريب أو صديق أو جار مصاب بالمهق، ولكنك لا تعرف ما إذا كنت تحمل هذه العوامل الوراثية”. وأشارت إلى أنه في تنزانيا، هناك واحد من كل 19 شخصًا معرّض لخطر إنجاب طفل مصاب بالمهق. وعلاوة على مواجهة حياة من التمييز، يعاني هؤلاء الأطفال من قصر النظر ومن خطر أعلى من المعتاد للإصابة بالسرطان نتيجة تعرّضهم لأشعة الشمس.
في 29 آذار/مارس، أعرب وزير الخارجية الأميركية جون كيري عن تقديره لما فعلته نتيتيما في “مواجهتها المخاطر لكي تفضح جرائم قتل المصابين بالمهق.” ومنحها الوزير الجائزة الدولية للنساء الشجاعات وأشاد بتقاريرها الصحفية لأنها “أنقذت حياة العديد من الناس وحفزت المسؤولين التنزانيين على إصدار بيانات إدانة شديدة اللهجة [ضد أولئك الذين يؤذون المصابين بالمهق].”
تعمل نتيتيما من خلال منظمة غير حكومية تدعى تحت نفس الشمس “لإخراج المصابين بالمهق من الظلمة ومناصرة حقوقهم الأساسية”، كما قال الوزير كيري.