مركز للأعمال والمشاريع التجارية يتصدّى للقضايا الاجتماعية والبيئية في إكوادور

Woman holding a microphone on stage (© Paco Solsona/Google)
دانييلا بيرالفو، التي تمثل شركة إمباكتو، تحضر مؤتمرًا لشركة غوغل في سان فرانسيسكو في شباط/فبراير 2019. (© Paco Solsona/Google)

كانت دانييلا بيرالفو تعمل مطوّرة للمشاريع والأعمال التجارية في إحدى الشركات في إكوادور منذ ما يقرب من عشر سنوات عندما مرت بلحظة إلهام ألهمتها بالشروع في العمل على تحقيق مشروعها الخاص.

كانت الشركة التي تعمل فيها تكسب أرباحًا ضخمة من بيع الأراضي الزراعية وآلات الزراعة للمزارعين، لكن بيرالفو، البالغة من العمر 38 عامًا، تقول، “كنتُ محبطة بممارسة العمل بالطريقة المعتادة.” لذلك استقالت، واعتزمت تأسيس شركة تساعد الناس بدلا من التركيز فقط على جني المال.

قبل ست سنوات، أطلقت بيرالفو وشريكتها، ميشال أريفالو كاربنتر، شركة إمباكتو (Impaqto) في كيتو، بإكوادور. توفر الشركة مساحات للعمل المشترك بتكلفة معقولة، وفرص لتكوين وتوسيع العلاقات التجارية، واستشارات للشركات، وبرامج لتسريع المشاريع التجارية بدعم من شركة غوغل (Google). كما تربط الشركة بين رواد الأعمال في أميركا اللاتينية مع المرشدين.

تقول بيرالفو إنها وشريكتها تؤسّسان مركزا للمبتكرين وأصحاب الأعمال الحرة وأصحاب المشاريع الناشئة للاستفادة من بعضهم البعض وتشجيع بعضهم البعض، وفي الوقت نفسه يجعلهم يتجنبون مشاعر الوحدة التي ترافق أحيانًا العمل الحر.

تقول بيرالفو، “هذه هي المشكلة الأكبر التي حاولنا حلها”، وأضافت أن حوالى 650 شخصًا في الشهر يستخدمون المساحات الأربع لشركة إمباكتو في كيتو. وتقول، “لقد كانت مساحات العمل المشترك فرصة كبيرة للتواصل وإيجاد مساحة لجميع وكلاء التغيير للعمل والتعاون.”

تحديات إكوادور

تجتذب شركة إمباكتو الأشخاص والشركات التي تعمل من أجل التصدي لبعض أكبر التحديات الاجتماعية والبيئية في إكوادور.

شركة ياكوبورا (Yakupura)، وهي إحدى الشركات الناشئة المستفيدة من برامج تسريع المشاريع التجارية التي توفرها شركة إمباكتو، ابتكرت مرشّحات للماء قلّلت من استخدام زجاجات المياه البلاستيكية بمقدار 30 ألف زجاجة في شهرين فقط.

شركة أماتي فودز (Amati Foods)، عميل آخر، فهي تنتج مشروبًا خاليًا من اللاكتوز والغلوتين مصنوعًا من فواكه إكوادور ومن مستخلص نبات القطيفة، وهو من الحبوب التي زرعها الأجداد في منطقة الأنديز. وتساعد شركة إمباكتو، التي تلتزم بلوائح وقوانين التجارة العادلة، في دعم مجتمعات السكان الأصليين في شمال إكوادور من خلال شراء السلع الزراعية منها.

شركة نوفوليس (Novulis)، وهي شركة مستفيدة من برامج تسريع المشاريع التجارية، تُدير عيادات الأسنان المتنقلة في المناطق الريفية وشبه الحضرية في جميع أنحاء البلاد، ما يتيح للسكان الفقراء الحصول على الرعاية الصحية بأسعار معقولة.

وتقدّر بيرالفو أن شركة إمباكتو تعمل مع حوالى 200 شركة ناشئة من تشيلي وغواتيمالا وبيرو وكولومبيا وبوليفيا وباراغواي، حيث تساعدهم في تأمين الاستثمارات واكتساب المعرفة والقدرات لتطوير أعمالهم.

بعد مرور أربع سنوات على إطلاق شركة إمباكتو، أرسلت وزارة الخارجية الأميركية بيرالفو إلى برنامج القيادة للزوار الدوليين. ويستخدم البرنامج، الذي يستمر لمدة ثلاثة أسابيع، زيارات التبادل القصيرة الأجل لربط القادة الأجانب الحاليين والناشئين بنظرائهم الأميركيين.

وتتحدث بيرالفو عن الوقت الذي قضته في أميركا فتقول، “كان من المثير للاهتمام أن نرى كيف تعرّفت الشركات الناشئة ورجال الأعمال والمرشدون والمستثمرون على بعضهم البعض، وكانوا يعملون في المجتمع لتحسين كيفية عمل منظومة التعاون والتنافس بين رواد الأعمال.”

تتطلع بيرالفو وشريكتها إلى توسيع مشروعهما هذا العام ليشمل مدينة كوينكا، ثالث أكبر مدينة في إكوادور. ويتراءى لهما مستقبل شركة إمباكتو في مدن أميركا اللاتينية الصُغرى والناشئة في كولومبيا وبوليفيا، بدلا من المراكز الحضرية الضخمة.

تقول بيرالفو، “إننا نرى أن هذه المدن الكبرى والعواصم تواجه الكثير من المشكلات حول حركة المرور والأمن والتلوث ونوعية الحياة الفعلية. ولكن في هذه المدن الناشئة، نرى سلسلة من الشركات العائلية ونرى أيضًا الكثير من المواهب الشابة.”

هذا المقال بقلم الكاتبة المستقلة لينور تي أدكينز.