الأنباء المتواترة عن  ظاهرة التغيير المناخي الكوني مثيرة للقلق الشديد. وعلى سبيل المثال، تقول منظمة الصحة العالمية إن تلوث الهواء أصبح الآن السبب في حدوث حالة وفاة من بين كل ثماني وفيات في العالم أجمع. لكن الأنباء السارة التي ربما فاتكم سماعها هي أن بعضًا من الذين أكثر ما يتأثرون سلبًا بفعل التلوث هم أكثر من يكرس نفسه لمعالجة هذه المشكلة. وهم يفعلون أشياء مدهشة.

تغير المناخ وتلوث الهواء من القضايا التي تتوارثها الأجيال، والشباب صغار السن في مدن العالم بدأوا الأخذ بزمام المبادرة- بوضع تصور- أو حتى خلق، مستقبل يكون أكثر اخضرارًا، وأكثر صحّة، لنا جميعًا.

وقد ألقينا نظرة على خمس مدن في مناطق متفرقة من العالم، فوجدنا خمسة أساليب جديدة وجيدة لمعالجة تغير المناخ. وهذه المبادرات تعدّ بمثابة إعادة اختراع العجلة، فعلا،- لكن باستخدام الكثير من أساليب التكنولوجيا الحديثة. تعرّف على هذه المبادرات، ثم أخبرنا بما يمكنك أن تفعله من أجل البيئة في المدينة التي تقيم فيها.

السكوتر من نوعية (hoverboards) والسكوتر التقليدية

سكوترات (hoverboards) الذاتية التوازن بدأت تغزو الشوارع. (urbanwheel.co/Flickr)

السكوتر أو دراجة القدم الكهربائية الجديدة المعروفة باسم (hoverboards) والسكوتر الخفيف التقليدي  تتزايد شعبيتها بدرجة كبيرة جدًا. وبدأ استخدامها كوسيلة تنقل من مكان إلى آخر لا تنبعث منها أية غازات بتاتا وأسعارها أرخص بكثير من السيارات- ثم طيّها حينما يصلون إلى وجهتهم النهائية.

شركة فلاي كلايFlyKly   الناشئة أنتجت سكوترات ذات عجلات كهربائية تتيح لراكبيها أن يعطوا العجلة دفعة ثم السير بسلاسة مسافة تصل إلى 32 كيلومترا تقريبا. وقال رئيس شركة الدراجات “ريزر – يو إس إيه”، كارلتون كالفن في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست “إن الناس على استعداد كبير لتقبل هذا النوع الجديد من وسائل التنقل.”

تطبيقات للتغلب على ازدحام المرور

التطبيقات الجديدة يمكن أن تقلل الازدحام وتساعد في تفادي ازدحام المرور. (Shutterstock)

بدأ رواد المشاريع التوصل إلى طرق جديدة لخفض التلوث والازدحام المروري، وهما عاملان تقول الدراسات إنهما يكبدان بعض المدن المتخصصة في صناعات التكنولوجيا المتقدمة مثل مدينة بنغالور الهندية خسائر تصل إلى 5 في المئة من إنتاجها الاقتصادي. وهذه النسبة تعد مبلغًا نقديًا لا يستهان به. وهذه الطرق هي شيء مفيد للبيئة.

في الهند، هناك تطبيقات جديدة مثل سيتيفلو Cityflo  للاستخدام في اختيار خطوط حافلات مومباي (بومباي) الجماعية ودفع قيمة الركوب فيها، وهو ما يساعد على انتقال الناس بسرعة وبالتالي تنقية الهواء.

المشاركة في استخدام الدراجات

برنامج المشاركة في استخدام الدراجات إيكوبايكي بمكسيكو سيتي هو الأكبر في الأميركتين. (© AP Images)

الدراجات وسيلة تكنولوجية؟ بوجود تطبيقات هواتف ذكية ومحمولة، فإن الدراجات ارتفع قدرها. ومستخدمو برامج المشاركة في استخدام الدراجات يمكنهم أن يجدوا أكثر من مليون دراجة في مدن العالم مجهزة بهواتف نقالة. وهي طريقة اقتصادية لتفادي ركوب السيارات، ولمشاهدة معالم المدينة، والمحافظة على اللياقة البدنية.

برنامج إكوبايكي في مكسيكو سيتي هو أكبر تلك البرامج في الأميركتين وقد سجل حتى هذا التاريخ 28 مليون رحلة دراجة.

طرق سريعة للدراجات

أضواء إشارة في وسط كوبنهاغن تبقى خضراء لمنفعة راكبي الدراجات. (Shutterstock)

بعض مدن العالم بدأت تتبنى خططًا خاصة برسم خرائط المدن الجديدة بحيث يمكن استخدام الدراجات على نطاق كبير.

مثال على ذلك، مدينة كوبنهاغن التي بدأت تربط ضواحيها بما يزيد على 300 كيلومتر من الطرق السريعة الجديدة المخصّصة للدراجات، وبدأت في ضبط توقيت إشارات المرور في وسط المدينة بما يمنح راكبي الدراجات الضوء الأخضر باستمرار. وهذه “الموجة الخضراء” تختصر وقت الرحلة وتجعل راكبي الدراجات أكثر أمانا. وقد بدأت مدن امستردام وسان فرانسيسكو ولندن بتدشين برامج مماثلة لراكبي الدراجات.

هل يمكن لوسائل النقل التي تقلل انبعاث غاز الكربون أن تغير طريقة تنقلك– بين المنزل والعمل مثلا؟