مشروع تاج ريتا، وهو شركة نارا آبا، أعاد الازدهار إلى وادي زيرو النائي في الهند – شيئًا فشيئًا.
يُشتهر الوادي، الواقع في ولاية أروناتشال براديش الشمالية الشرقية في الهند، بفاكهة الكيوي الطبيعية. ومع ذلك، فإن عزلة المنطقة تخلق تحديات في مجال النقل تضر بالأعمال التجارية الزراعية وتتسبب في إهدار كميات هائلة من فاكهة الكيوي.
وقالت ريتا، التي تعتمد عائلتها وجيرانها على الأراضي الخصبة في الوادي: “رأيت الكثير من الوفرة والإنتاجية في الفواكه والمنتجات الزراعية الأخرى، ولكن لم يكن هناك رابط بالسوق. ولم يتمكن المزارعون من الاستفادة من هذه الوفرة. ورأيت القصة نفسها تتكرر لأكثر من 30 عاما”.
لذلك طورت ريتا، وهي مهندسة زراعية، طريقة لتحويل الكيوي الناضج إلى نبيذ. وأطلقت على نبيذها اسم نارا آبا، تيمنا باسم والد زوجها الراحل. يمكن تعبئة النبيذ من الكيوي المخمر ونقله وبيعه في جميع أنحاء الهند، وهو حل يقلل من هدر المحاصيل وفعال اقتصاديا.

تقول ريتا، وهي خريجة أكاديمية رائدات الأعمال التابعة لوزارة الخارجية الأميركية: “حتى أصغر ثمرة من الفاكهة يمكن استخدامها في مصنع النبيذ”. ومنذ العام 2019، مكنت الأكاديمية أكثر من 16 ألف امرأة في 80 بلدا بالمعرفة والشبكات وإمكانية الوصول التي يحتجنها لإطلاق الأعمال التجارية الناجحة وتوسيع نطاقها.
تعمل الأكاديمية في الهند منذ العام 2020، حيث دربت ما يقرب من 600 امرأة مثل ريتا لتنمية الأعمال التجارية التي تفيد مجتمعاتهن.
أطلقت ريتا شركة نارا آبا ولديها شعور “بالحماس المتقد”. ومع ذلك، سرعان ما أدركت أن افتقارها إلى التدريب على الأعمال التجارية، ولا سيما في مجال محو الأمية المالية، كان بمثابة عقبة عثرة أمامها. وهي تنسب الفضل إلى التدريب لمدة ثلاثة أشهر مع برنامج رائدات الأعمال التدريبي في منحها المعرفة العملية اللازمة في مجال التمويل وتسعير المنتجات. وتقول ريتا: “كنت بحاجة إلى الكثير من المساعدة المهنية والدعم والتوجيه. وكنت حريصة على التعلم وأنا ممتنة جدا لهذا البرنامج.”
أحدث ما توصلت إليه من مهارات بالنسبة للتسويق جعلت شركة نارا آبا أكثر شعبية وأكثر ربحية. واستفاد مجتمع زيرو فالي أو وادي زيرو من نمو الشركة. نارا آبا تشتري من المنتجين المحليين، وبالتالي فهي تدعم أكثر من 300 مزارع وعائلاتهم. كما أن الشركة تدرب وتوظف النساء والشباب المعرضين للخطر.

التقدم الذي أحرزته ريتا من أجل إحياء زيرو فالي حظي بالاهتمام على مستوى الدولة. ففي 8 آذار/مارس، أثناء الاحتفال بيوم المرأة في الهند، كانت ريتا بين 30 ممن تلقين جائزة ناري شاكتي بوراسكار (Nari Shakti Puraskar) وهي جائزة تُمنح للنساء اللواتي يعملن من أجل تحفيز التغيير الإيجابي في المجتمع.
قدم لها الجائزة الرئيس الهندي رام ناث كوفيند (Ram Nath Kovind) تقديرًا لجهودها لدعم ريادة الأعمال للنساء وتشجيع المنتجات الهندية المحلية الصنع في الأسواق العالمية.
ومن المتوقع أن توسع ريتا نطاق نارا آبا وأن تستخدمها في إطلاق مشروعات سياحية تعتمد على إنتاج النبيذ وأن تسهم في جلب المزيد من الزوار إلى زيرو فالي.
وبتصميمها على تحقيق النجاح – والتدريب في أكاديمية رائدات الأعمال – فإن ريتا متحمسة تجاه مستقبل مشروعها التجاري. وهي تشجع غيرها من النساء رائدات الأعمال على متابعة تحقيق أحلامهن.
وقالت “لم أتصور على الإطلاق أنني سأحصل على تقدير من رئيس الهند. إذا كانت لديك فكرة وتريدين فعل شيء بنفسك، ينبغي ألا تقيدين نفسك.”
هذا المقال كتبته الكاتبة المستقلة آلي دالولا.