مصمم أزياء غانيّ يحدث ضجة في عالم الموضة ويكافح الملاريا في الوقت ذاته

دخول عالم الأزياء الذي يحتدم فيه التنافس بشدة ليس بالأمر البسيط لكن هذا ما يفعله بالضبط مصمم الأزياء الغاني بابا أوبونغ.

2016-07-07 13.57.07
بابا أوبونغ (©Francis Atsuvi)

ويتفرد أوبونغ، 24 عاما، بين غيره من المصممين الشباب لسبيين: أولا، لديه جماليات فريدة مستلهمة من الثقافة الشعبية والألوان الزاهية  التي يمكن مشاهدتها في الأسواق الشعبية في غانا. ثانيا وفي الوقت ذاته يريد أوبونغ إنقاذ حياة الأطفال من داء الملاريا.

وبفضل مؤسسة دي سي للأزياء، يتابع أوبونغ هدفه المزدوج. فالمؤسسة تستقدم فنانين إلى واشنطن لقضاء عام واحد للمشاركة في برنامج تدريب تدير شؤونه منظمة غير ربحية تدعى “المشاهد الثقافية” أوCultural Vistas.

جاء أوبونغ إلى العاصمة الأميركية في 2015 بعد حصوله على شهادة في تصميم الأزياء من جامعة رادفورد بغانا. ومن خلال المؤسسة الأميركية يعمل أوبونغ على تنفيذ مشروع عمل خيري يدعى “ثوب واحد، طفل واحد”

One Garment, One Child لمنع انتقال عدوى الملاريا داخل غانا، وفي نهاية المطاف، في جميع أنحاء أفريقيا. ويعكف أوبونغ على تصميم مجموعة ثياب للأطفال مصنوعة من نسيج خاص طارد للبعوض الناقل للمرض.

والمشروع عزيز على قلبه، كما يقول أوبونغ ، وهو نفسه أحد الناجين من ذلك المرض. ويعتزم أوبونغ توفير فرص عمل في غانا عن طريق استخدام بائعين متجولين لصبغ القماش وبذلك يحافظ على معظم مراحل الإنتاج في بلاده.

2016-07-07 13.58.23
أوبونغ الذي يشاهد هنا وهو يعد رسما يقول إن العمل في مجال الأزياء يتطلب جهدًا كبيرًا بدون تذمر فهذه الصناعة لا مجال فيها للغرور (©Ofoe Amegavie)

علاوة على مشروعه لمكافحة الملاريا طرح أوبونغ مجموعة ملابس لموسم الخريف/الشتاء 2016 في واشنطن في الوقت الذي شرع فيه في دراسة ممارسات العمل التجاري وأساليب التصميم. وقد نشر رسوم تصاميمه لثوبي المطربتين ريهانا، وكيلي  رولاند، على موقعي إنستاغرام ، وتويتر ونوّهت به مجلة فوربز ومحطة سي إن إن الإخبارية، إلى جانب إشادة الفنانتين نفسيهما به. ويقول أوبونغ: “هاتان امرأتان أتطلع إليهما، وأحيانا تبلغاني بآرائهما في عملي بصورة مباشرة.”

يستمتع أوبونغ بالتنوع الثقافي الذي تتسم به مدينة واشنطن وهو يعترف بأنه يستغلّ تنقله اليومي من المنزل إلى مكان العمل بواسطة قطارات الأنفاق لرصد ما يرتديه الناس من ملابس.

Papa dip 2
إلى اليسار: صورة لتصميم أزياء لأوبونغ تأثيرها مستمد من الفترة الأفريقية للفنان بيكاسو. إلى اليمين: عارضات يرتدين ملابس من تصاميم أوبونغ التي تعكس تأثير رسوم الجداريات. وكدعائم تضع العارضات أقنعة يستخدمها رسامو الجداريات للوقاية من الدخان المنبعث من رشاشات الصبغة الملونة. (©Francis Atsuvi)

وأيا كان مصدر إلهامه يرجح أن يكسب أوبونغ شهرة في عالم الأزياء. وقد أفاد أنه دخل في مفاوضات مع استوديو 189 وهي مؤسسة مقرها غانا شاركت في تأسيسها الممثلة السينمائية روزاريو دوسون والمديرة السابقة لدار الأزياء بوتيغا فينيتا، أبريما إرواياه، لتصميم أزياء تحمل علامتها المحلية.

يأمل أوبونغ أن يصبح أحد كبار المصممين في دار أزياء من الموجودة حاليًا في يوم ما، وفي الوقت نفسه بمتابعة عمله في مشاريع شخصية سواء كانت فنية أو خيرية.