
عندما قامت جاهانا هايس، المعلمة الأميركية الوطنية الأولى للعام الفائت، بجولة للنوايا الحسنة في أفريقيا، وأخبرت المعلمين هناك أن المدارس الأميركية لا تركز جل اهتمامها على درجات اختبار الطلاب فقط، أثارت دهشتهم بل وحسدهم.
أوضحت معلمة التاريخ من مدرسة واتربري الثانوية، بولاية كنيتيكت، أن “ذلك لا يمثل مجمل التعليم الأميركي. فنحن نريد إشعال فتيل الإبداع والابتكار وخلق أجيال من المفكرين الناقدين.”
اجتمعت هايس مع وزراء التعليم، والأساتذة، ومعلمي تدريس الصفوف، والمرشحين لمناصب مدرسين خلال رحلاتها التي ترعاها وزارة الخارجية الأميركية إلى كل من ناميبيا، وملاوي، والجزائر، وتونس.
كان البعض يشعر بالحيرة لأن الطلاب الأميركيين لا ينالون أعلى الدرجات في سلم مراتب الاختبارات الدولية للرياضيات والعلوم.
أجابتهم هذه المعلمة الحائزة على جوائز، “لقد بدأنا بالابتعاد عن تقييم الطلاب على أساس درجات الاختبار فقط.” كما تفاجأ المستمعون إليها أيضًا لسماعهم أن المعلمين هناك يحاولون إقامة علاقات وثيقة مع الطلاب.

وأدهشتهم فكرة أنه “يمكنك أن تأخذ الأطفال وتطور تجارب حقيقية معهم، وأن تبتكر دروسك الخاصة لهم” بدلًا من مجرد التدريس للنجاح في الاختبار. وأعرب لها العديد من المعلمين بأنهم يرغبون باستنساخ ذلك الأسلوب.
قالت، “في كل مكان ذهبت إليه كان هناك هذا الفضول والحسد حول ما يحدث في المدارس الأميركية.”
ومن ناحيتها، أعجبت هايس بالاهتمام الكبير الذي يحظى به المعلمون في هذه البلدان الأربعة. وأشارت إلى أن “هناك عطش واضح للمعرفة.”
تأثرت هايس بزيارة قامت بها إلى قرية في ملاوي حيث بدأت الفتيات بالعودة مجددًا إلى المدارس بعد أن أصبح زواج الأطفال ممنوعًا بموجب القانون. والمدرسة الأخرى التي أثارت إعجابها كانت مدرسة سليمة الابتدائية للمكفوفين، التي تعمل بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وأشارت إلى أن “هذه المنطقة من البلاد كانت تفتقر إلى مدارس لذوي الاحتياجات الخاصة.”
أما الدرس الآخر الذي تعلمته فجاء من مشاهدة كيفية “التصاق الجميع في تونس بشاشات التلفزيون” في اليوم الذي كان الأميركيون يختارون فيه رئيسًا جديدًا. وتقول عن ذلك، “لم أكن أقدِّر تمامًا مدى تأثير الانتخابات الأميركية على بقية العالم. وبصفتي معلمة تاريخ، أدهشني رؤية ذلك.”
هايس، البالغة من العمر 44 سنة، دخلت مهنة التعليم متأخرة بعد أن رُزقت بطفل في سن 17 عامًا وانتظرت سبع سنوات بعد المدرسة الثانوية لدخول الجامعة. غير أنها استطاعت تعويض الوقت الضائع بعد الحصول على وظيفة منذ 13 عامًا.
في مدرسة جون إف كينيدي الثانوية، كانت هايس متفوقة ليس في الصف الدراسي فحسب، بل كمستشارة مُلهمة ومرشدة ومنظمة لمشاريع مجتمعية.
خلال العام الماضي، كانت هايس تتحدث وتزور المدارس في سائر أنحاء أميركا. ومن المقرر أن يتم اختيار خليفة لها وتكريمه أو تكريمها في البيت الأبيض في نيسان/أبريل من خلال مسابقة ينظمها المشرفون على مدارس الولايات المتحدة.
الفيديو بالإذن من مجلس رؤساء المدارس الحكومية.