مقبرة في المحيط … نهاية الشعاب المرجانية كما نعرفها؟

مشهد للشعاب البحرية الضحلة في جزيرة هندرسون، التي شوهدت عام 2012 خلال بعثة البحار البكر لمجلة ناشونال جيوغرافيك إلى جزر بيتكيرن. (Enric Sala/National Geographic)

الشعاب المرجانية باتت تختفي بسرعة أكبر من الغابات المطرية.

لماذا؟ في كل يوم على مدى العقد الماضي، كانت محيطاتنا تمتص حوالى 22 مليون طنًا من ثاني أكسيد الكربون. هذا الغاز المسبب للاحتباس الحراري، الذي يولّده البشر بفعل نشاطات مثل استخدام الكهرباء وتطوير الأراضي، وقيادة السيارات، يذوب في الماء. إلا أنه لا يختفي. بل يتحوّل إلى حمض الكربونيك، الذي يغيّر التركيبة الكيميائية القديمة لمحيطاتنا.

كما أنه يسبب تآكل هياكل الشعاب المرجانية.

شعاب المرجان، تلك الحيوانات، وليس النباتات التي كثيرًا ما يُساء فهمها، تصهر هياكلها في حيود الشعاب التي تشكل نسبة واحد بالمئة من المشهد المتغير الألوان لقاع المحيط. تُعدّ حيود  الشعاب هذه أكبر التشكيلات البنيوية الناشئة عن الحيوانات على كوكبنا هذا. وهي تدعم ربع مجمل أشكال الحياة البحرية من خلال توفيرها المناطق اللازمة لها لوضع بيوضها وتغذيتها. كما تعزز الشعاب المرجانية أيضًا السياحة- التي تبلغ قيمتها 364 مليون دولار تقريبًا سنويًا في هاواي لوحدها- وتشكل حواجز ساحلية طبيعية أثناء هبوب العواصف.

يتوقع العلماء أن يختفي ما يقرب من ثلث الشعاب المرجانية خلال السنوات الثلاثين القادمة.

صورة من الجو للحاجز المرجاني العظيم قبالة ولاية كوينزلاند في أستراليا. (AP Images)
صورة من الجو للحاجز المرجاني العظيم قبالة ولاية كوينزلاند في أستراليا. (AP Images)

وعلى الرغم من أن ارتفاع حموضة مياه المحيطات ليس بالشيء الجديد، إلا أن العلماء يعتقدون أن ذلك يحدث الآن بوتيرة أسرع 10 مرات مما كان عليه قبل 50 مليون سنة. ولم تبدأ ملاحظة تأثيرات ثاني أكسيد الكربون سوى منذ فترة وجيزة.

قال جورج والدبوسر من جامعة ولاية أوريغون، الذي يعمل على تحديد المناطق الساخنة بالنسبة للشعاب المرجانية، “كلما تغيّرت مستويات ثاني أكسيد الكربون بسرعة خلال التاريخ الجيولوجي لكوكبنا، كلما كانت هناك أحداث انقراض كبرى. وقد بتنا حاليًا في خضم حدث انقراض رئيسي.

ومن الممكن أن يكون المثلث المرجاني، الذي يشمل مياه إندونيسيا وماليزيا والفليبين، معرضًا بصورة خاصة لارتفاع حموضة المياه.

وفي هذا السياق، قالت ليزا سواتوني، العالمة الرئيسية في مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، “بمجرد أن تتغير كيمياء محيطاتنا، يغدو من المستحيل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.” وهي تعتقد مع غيرها من العلماء أن الضغوط المتراكمة الناتجة عن ارتفاع حموضة مياه المحيطات وتغيّر المناخ قد تتسبب في انقراض الشعاب المرجانية بحلول نهاية هذا القرن.

فطالما استمر امتصاص المحيطات لثاني أكسيد الكربون، سوف تبقى صحة كوكبنا على المدى الطويل غير مضمونة. وإذا تدنت، مع مرور الزمن، قدرة المحيطات في العمل كمستودع لتخزين غازات الاحتباس الحراري تاركة بذلك المزيد من كميات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فلن تكون الشعاب المرجانية والحياة البحرية الأخرى هي وحدها التي ستثير قلق الناس.

هل تريد معرفة المزيد؟ ادعم برنامج الحفاظ على الشعاب المرجانية هذا، الذي تديره الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، واطلِّع على النشاطات الصادرة من البرنامج العلمي الأميركي لدورة الكربون.