البيت الأبيض
مكتب السكرتير الصحفي
3 شباط/فبراير 2016
مقتطفات من كلمة الرئيس
في الجمعية الإسلامية في بالتيمور
بالتيمور، مريلاند

إذًا، فإن أول شيء أريد أن أقوله هو كلمتان لا تتردّدان كثيرًا على أسماع الأميركيين المسلمين، وهما، شكرًا لكم. شكرًا لكم على خدمتكم لمجتمعكم المدني. شكرًا لكم على رفعكم مستوى معيشة جيرانكم، وعلى مساعدتكم في أن نظل أقوياء وموحّدين كعائلة أميركية واحدة. إننا ممتنين لذلك. (تصفيق)
والآن، يقودني هذا إلى سبب آخر دفعني للمجيء إلى هنا اليوم. إنني أعرف أنه في مجتمعات المسلمين في جميع أنحاء بلادنا، هذا وقت مثير للقلق، وبصراحة، وقت يثير شيئًا من الخوف. فمثل جميع الأميركيين، أنتم قلقون بشأن تهديد الإرهاب. ولكن ما هو أكثر من ذلك، أنتم كأميركيين مسلمين، تواجهون أيضًا مصدر قلق آخر– وهو أن مجتمعكم بأكمله كثيرًا ما يكون مستهدفًا أو مُلامًا بسبب أعمال العنف التي يرتكبها عدد قليل جدًا من الأشخاص.
* * *
إننا عائلة أميركية واحدة. وعندما يبدأ أي جزء من عائلتنا الشعور بالعزلة، أو بأنه مواطن من الدرجة الثانية، أو بأنه مستهدف، فإن ذلك يمزق نسيج دولتنا في الصميم. (تصفيق)
إنه تحدٍ لقيمنا- وهذا يعني أن لدينا عملا كثيرًا ينبغي القيام به. علينا التصدّي لهذا التحدّي مباشرة. علينا أن نكون صادقين وواضحين بشأنه. وعلينا أن نتكلم علنًا بشأنه. هذه لحظة يتوجّب علينا خلالها، نحن كأميركيين، أن نستمع إلى بعضنا البعض، وأن نتعلّم من بعضنا البعض. وإنني على يقين من أن ذلك ينبغي أن يبدأ بفهمنا المشترك لبعض الحقائق الأساسية. وسوف أعبّر عن هذه الحقائق، على الرغم من أنها واضحة للكثيرين من الموجودين في هذا المكان، ولكنها، للأسف، ليست من الحقائق التي تتردّد بانتظام عبر وسائل إعلامنا.
* * * *
…. لقد كان الإسلام دائمًا جزءًا من أميركا. ابتداءً من الحقبة الاستعمارية، كان العديد من العبيد الذين جُلبوا إلى هنا من أفريقيا مسلمين. وحتى خلال فترة تقييدهم بأغلال العبودية، استمر بعضهم على التمسّك بعقيدتهم. وهناك حتى عدد قليل منهم نال حريته وأصبح معروفًا لدى العديد من الأميركيين. وحينما حرصنا على ترسيخ حرية العقيدة في دستورنا، وفي إعلان الحقوق، كان الآباء المؤسّسين يعنون ما قالوه عندما قالوا إن ذلك ينطبق على جميع الأديان.
في ذلك الوقت، غالبًا ما كان المسلمون يسمّون محمديين. وقد أوضح توماس جيفرسون أن ميثاق فرجينيا للحرية الدينية الذي كتبه، كان يهدف إلى حماية جميع الأديان– وإنني اقتبس الآن كلمات توماس جيفرسون- “اليهودي وغير اليهودي، المسيحي، والمحمدي”. (تصفيق)
وكان جيفرسون وجون آدامز يملكان نسختهما الخاصة من ترجمة معاني القرآن الكريم. وقد كتب بنجامين فرانكلين يقول إنه “حتى لو أرسل مفتي القسطنطينية بعثة لتبشيرنا، فإنها ستجد منبرًا جاهزًا لخدمتها”. (تصفيق) إذًا، هذا ليس بالشيء الجديد.
* * * *
ولذا، فإن الأميركيين المسلمين من بين أكثر الأميركيين قدرة ووطنية الذين يمكن أن تعرفهم على الإطلاق. ويشرّفنا أن يكون بعض الأفراد من الذين نفخر بهم في قواتنا المسلحة من الأميركيين المسلمين موجودين هنا اليوم. يُرجى منكم الوقوف إذا كنتم هنا، لكي نشكركم على خدماتكم. (تصفيق).
* * * *
…. وعلى الرغم من أن الأغلبية الساحقة– وأكرر هنا، الأغلبية الساحقة- من المسلمين في العالم يعتنقون الإسلام باعتباره مصدرًا للسلام، إلا أنه لا يمكن إنكار أن جزءًا صغيرًا من المسلمين ينشر تفسيرًا مضللًا للإسلام. هذه هي الحقيقة.
* * * *
…. المسيحيون، واليهود، والمسلمون- نحن جميعًا، وفقًا لمعتقداتنا، من نسل إبراهيم. ولذلك فإن مجرّد التسامح مع مختلف الأديان لا يكفي. أدياننا تدعونا لاحتضان إنسانيتنا المشتركة. وكما ورد في القرآن، “يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا جَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا.” (تصفيق) لذا يقع على عاتقنا جميعًا واجب التعبير عن إيماننا الديني بطريقة تسعى لبناء الجسور بدلًا من التفرقة.
* * * *
وحتى إذا كنا جادّين حول حرية الدين- وأنا أتكلم الآن إلى نظرائي المسيحيين الذين ما زالوا يشكلون الأغلبية في هذا البلد- علينا أن نفهم أن الاعتداء على أحد الأديان هو اعتداء على جميع أدياننا. (تصفيق). وعندما تُستهدف أي مجموعة دينية، تقع على عاتقنا جميعًا مسؤولية التنديد بذلك. وعلينا أن نرفض أي سياسة تسعى للتلاعب بالتحيّز أو الانحياز، وتستهدف الناس بسبب الدين.
ينبغي علينا التأكد من معاقبة جرائم الكراهية، وأن نتحقق من أن الحقوق المدنية مُحافظ عليها لجميع الأميركيين. (تصفيق). وكما ينبغي على القادة الدينيين، بمن فيهم المسلمون، أن يتكلموا علنًا دفاعًا عن المسيحيين عندما يتعرّضون للاضطهاد حول العالم- (تصفيق)- أو عندما تكون معاداة السامية آخذة في التزايد- لأن الحقيقة هي أن هناك مسيحيين يتم استهدافهم الآن في الشرق الأوسط، على الرغم من أنهم كانوا موجودين هناك منذ قرون عديدة، كما أن هناك يهودًا عاشوا في أماكن مثل فرنسا طوال قرون باتوا يشعرون الآن بأنهم مجبرون على المغادرة لأنهم يشعرون بأنهم معرّضون للاعتداء- وأحيانًا من قبل المسلمين. علينا أن نبقى منسجمين دومًا في إدانة الخطاب الداعي للكراهية والعنف ضد الجميع. (تصفيق). وهذا يشمل الكراهية والعنف ضد المسلمين هنا في الولايات المتحدة الأميركية. (تصفيق).
* * * *
ولذا فإن أفضل وسيلة نملكها لمكافحة الإرهاب هي حرمان هذه المنظمات من شرعيتها وإظهار أننا هنا في الولايات المتحدة الأميركية لا نقمع الإسلام. بل إننا نكرّم ونعزز نجاح الأميركيين المسلمين. وبهذه الطريقة سوف نتمكن من كشف الكذبة التي يحاولون نشرها. (تصفيق). وعلينا ألا نقع ضحايا الدعاية الإرهابية. ولا يمكننا أن نوحي بأن الإسلام هو السبب الجذري لمشكلتنا. لأن ذلك سيشكل خيانة لقِيمنا. كما أنه سيفضي إلى استبعاد الأميركيين المسلمين. وسيكون مضرًا بأولئك الأطفال الذين يحاولون الالتحاق بالمدرسة، وأن يكونوا أعضاء في الفرق الكشفية، أو أن يفكّروا بالانضمام إلى قواتنا المسلحة.
* * * *
ينبغي على القادة السياسيين المسلمين دحض الكذبة القائلة بأن الغرب يضطهد المسلمين، وأن يرفضوا نظريات المؤامرة التي تقول إن أميركا هي سبب كل سوء في الشرق الأوسط. والآن، لا يعني ذلك أن الأميركيين المسلمين ليسوا أحرارًا في انتقاد أميركا- السياسة الخارجية للولايات المتحدة. فهذا جزء من أن يكون المرء أميركيًا. وأؤكد لكم، كرئيس للولايات المتحدة، أنني أدرك أن هذا تقليد سليم، وحي، ونشط في أميركا. (ضحك) ولكن مثل القادة في كل مكان، فإن هؤلاء القادة كانوا يقدمون، وعليهم مواصلة تقديم، رؤية إيجابية حول التقدّم، وهذا يشمل التقدّم السياسي والاقتصادي.
* * * *
وفيما تقف مجتمعات المسلمين لمناصرة المستقبل الذي تؤمنون أنتم به، والذي تظهرونه في حياتكم اليومية، ومثلما تعلّمونه لأولادكم، فإن أميركا سوف تكون شريكتكم. وسوف نعمل– سوف أعمل– كل ما بوسعي لرفع شأن تعدّدية الأصوات المسلمة التي تعزز التعدّدية والسلام. (تصفيق.) وسوف نستمر في التواصل مع الشباب المسلمين في جميع أنحاء العالم، وفي تمكينهم من خلال العلوم والتكنولوجيا وريادة الأعمال، كي يتمكنوا من السعي في سبيل تحقيق إمكانياتهم التي وهبها الله لهم، ولكي يساعدوا في بناء مجتمعاتهم وتوفير الفرص. و هذا هو السبب في أننا سنواصل مشاركة مجتمعات الأميركيين المسلمين- وليس لمجرد مساعدتكم في حماية أنفسكم ضد التهديدات المتطرّفة وحسب، وإنما أيضًا لتوسيع نطاق الرعاية الصحية والتعليم، والفرص- (تصفيق)- لأن هذه هي أفضل وسيلة لبناء المجتمعات القوية والصامدة