في آذار/مارس، أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) عن مساعدات إنسانية إضافية تبلغ قيمتها 10 ملايين دولار للسيطرة على أسوأ اجتياح للجراد الصحراوي منذ عقود في منطقة القرن الأفريقي الكبرى.

وبذلك يصل إجمالي المبلغ الذي قدمته الحكومة الأميركية إلى 19 مليون دولار لمكافحة بلايين الجراد التي تجتاح إثيوبيا وكينيا والصومال منذ تشرين الأول/أكتوبر 2019.

Hand holding clump of dead locusts and plant material (© Arif Ali/AFP/Getty Images)
مزارع يحمل الجراد الميت في قرية بيبلي باهار في إقليم البنجاب وسط باكستان في شباط/فبراير. (© Arif Ali/AFP/Getty Images)

يمكن أن يأكل الجراد من الطعام كل يوم ما يصل إلى وزن جسمه، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO)، ما يشكل تهديدًا خطيرًا على سبل عيش المزارعين وإمدادات الغذاء للمجتمعات المحلية.

فسرب من الجراد منتشر على امتداد كيلومتر مربع واحد يمكنه أن يأكل في يوم واحد مثل 35 ألف شخص، وفقا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة.

وفي الوقت الحاضر توجد أسراب متعددة من الجراد في منطقة القرن الأفريقي الكبرى، حيث تبلغ أكبر المساحات المُبلّغ عن وجود أسراب جراد بها 2400 كيلومتر مربع.

وتقدر منظمة الأغذية والزراعة أن 20.2 مليون شخص يواجهون بالفعل انعدام الأمن الغذائي الحاد والشديد في ستة بلدان في منطقة القرن الأفريقي الكبرى، وقد يؤدي تفشي الجراد إلى ارتفاع هذا العدد.

Locusts covering ground with sparse and dying plants (© Zhang Yu/Xinhua/Getty Images)
سرب من الجراد الصحراوي اجتاح مناطق من بلدة موينغي في مقاطعة كيتوي، كينيا، في شباط/فبراير. (© Zhang Yu/Xinhua/Getty Images)

محاولة إيقاف بلاء

بحسب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية فإن التمويل الإضافي سيموّل العمليات الأرضية والجوية لاكتشاف الجراد ومكافحته. في وقت سابق، موّلت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تدريب خبراء الآفات وقدمت 5 آلاف طقم من معدات الحماية لمكافحة أسراب الجراد.

إن مكافحة أسراب الجراد في وقت مبكر أمر بالغ الأهمية لمنع الأسراب الأسوأ في المستقبل. وبما أن كل أنثى من الجراد يمكنها أن تضع المئات من البيض في حياتها، فكلما طال غزو الجراد، ازداد الأمر سوءًا.

ووفقا لمنظمة الأغذية والزراعة، فإن “أسراب الجراد الصحراوي إذا استمرت دون عوائق، فقد تزيد أعدادها بمقدار 400 ضعف بحلول شهر حزيران/يونيو.”

وبالإضافة إلى ذلك، يقوم الخبراء الأميركيون في المنطقة بتقييم الاحتياجات الإنسانية وتنسيق جهود الاستجابة مع الحكومات المحلية والمنظمات الإنسانية.

وقالت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، “من خلال المساعدة على تقليل حجم الأسراب، فمن المتوقع أن يكون لهذه المساعدة تأثير إيجابي على المجتمعات المتضررة في جميع أنحاء منطقة القرن الأفريقي.”