منظمة دولية تسعى جاهدة من أجل جعل الهجرة آمنة ومنظمة

أنشئت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) في العام 1951 عندما كانت بلدان أوروبا الغربية لا تزال تتعاطى مع أزمة ملايين الناس الذين أخرجتهم الحرب العالمية الثانية من مواطنهم الأصلية وديارهم. وتعاملت المنظمة مع الخدمات اللوجستية لمساعدتهم على العودة إلى ديارهم أو الانتقال إلى منازل جديدة.

Chart describing how IOM promotes safe, orderly and humane migration (State Dept./J. Maruszewski)
(State Dept./J. Maruszewski)

وقد باتت اليوم منظمة حكومية دولية تضم 169 دولة تعمل على المساعدة في ضمان أن تتم الهجرة على مستوى العالم بطريقة آمنة ومُنظمة وكريمة.

بادرت كل من الولايات المتحدة وبلجيكا إلى إنشاء المنظمة الدولية للهجرة، وكانت الولايات المتحدة شريكًا رئيسيًا في عملها منذ ذاك الحين. وتعتبر الوكالة مثالا لأنواع المنظمات التي تعمل معها الولايات المتحدة – وهي الجهة المانحة الأكثر سخاءً للمساعدات الإنسانية – لمساعدة المحتاجين.

يقول كين أيزاكس، نائب رئيس مؤسسة ساماريتان بِرس (Samaritan’s Purse)، وهي مؤسسة خيرية دينية أميركية، “إن الهجرة قضية ضخمة في العالم”. أيزاكس هو المرشح الذي اختارته الولايات المتحدة لخوض الانتخابات القادمة على منصب مدير المنظمة الدولية للهجرة. وسوف تقرر الدول الأعضاء في المنظمة المرشح الناجح في الانتخابات التي ستجرى في حزيران/يونيو 2018.

قاد أيزاكس، البالغ من العمر 65 عامًا، شخصيًا عمليات إغاثة لمؤسسة ساماريتان بِرس في عشرات البلدان، بما فيها العراق وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان وهايتي وكوسوفو وأفغانستان وباكستان والفلبين.

يقول أيزاكس إن “تعاطفه الشخصي لرعاية الناس هو انعكاس لاهتمام حكومة الولايات المتحدة والدعم المستمر للمنظمة الدولية للهجرة.”

ومن بين بليون مهاجر في العالم، يعيش 258 مليون خارج بلدانهم و750 مليون داخل بلدانهم. وهم يشملون مهاجرين، وعمال مهاجرين، ولاجئين من الاضطرابات والمجاعات والكوارث الطبيعية وتلك التي صنعها البشر.

ومؤخرًا، كتب وليام لاسي سوينغ، المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة في العقد الماضي، قائلًا “إننا نشهد حركة بشرية عبر الحدود على نطاق لم يسبق له مثيل.” ومن جانبها، فإن المنظمة الدولية للهجرة تتحرك بسرعة في تنظيم سبل الاستجابة: من اللاجئين المجريين في العام 1956 إلى قوارب الفيتناميين في العام 1975 إلى الناجين من كارثة تسونامي الآسيوية وزلزال باكستان في العامين 2004 – 2005 إلى مئات الآلاف من الروهينجا الذين فروا إلى بنغلاديش هربًا من الاضطهاد في بورما خلال الأزمة الراهنة.

يقع مقر المنظمة الدولية للهجرة في جنيف، لكن 97 في المئة من موظفيها البالغ عددهم 10500 يعملون في ما يقرب من 400 مكتب ميداني في جميع أنحاء العالم، ما يجعلها أكبر منظمة تابعة للأمم المتحدة “لديها وجود فعلي على أرض الواقع”، حسبما يقول سوينغ. والمنظمة التي كانت قائمة بذاتها في الماضي، أصبحت تابعة للأمم المتحدة في العام 2016.

وفي بنغلاديش، قامت المنظمة الدولية للهجرة بمضاعفة عدد موظفيها بسرعة ثلاث مرات إلى 600 موظف استجابة لأزمة اللاجئين الأسرع نموا في العالم. ويقوم موظفو الوكالة بإدارة المخيمات وتوفير المياه وخدمات الصرف الصحي للاجئي الروهينجا وتحسين طرق الوصول إلى المخيمات.

وسوف يتقاعد سوينغ (البالغ 83 عامًا) وهو سفير سابق للولايات المتحدة في أربع دول أفريقية وهايتي، بعد فترتين مدة كل منهما خمسة أعوام في قيادة المنظمة.

A boy sitting on his belongings in the street (© Mohamed el-Shahed/AFP/Getty Images)
صبي عراقي يجلس على متعلقات عائلته في مخيم مؤقت في الموصل، العراق، بعد أن تم تحرير المدينة من داعش. (© Mohamed el-Shahed/AFP/Getty Images)