في الأردن، يُطل تمثالان حجريان لأبي الهول على بقايا معبد الأسود المجنّحة، أحد أهم المعابد في مدينة البتراء الأثرية. أدت الرياح والأمطار إلى تآكل الحجر الرملي للمعبد، ويهدد التلف الطبيعي سلامة إنشاءاته.
ولكن بفضل منحة سخية من السفارة الأميركية في عمان من خلال برنامج السفراء لصون التراث الثقافي، تتعاون منظمات أميركية وأردنية سوية لتثبيت وترميم المعبد.
يقدم البرنامج، الذي يسمّى صندوق السفراء الأميركيين لصون التراث الثقافي، حوالي 50 منحة سنويًا للحفاظ على التراث الثقافي في البلدان النامية. وتطرح السفارات الأميركية سنويًا طلبات التأهل للحصول على منح للعمل على مشاريع في البلدان المضيفة لها.

في تنزانيا، تتعاون السفارة الأميركية في دار السلام مع الصندوق العالمي للآثار لحماية ما تبقى من مدينتين بحريتين عظيمتين من القرون الوسطى في شرق أفريقيا هما، كيلواكيسيواني وسونغو منارا. تستخدم الأموال أيضًا لإعادة بناء خزان مياه قديم سوف يزود المياه الصالحة للشرب إلى سكان الجزيرة.

ولا تتعلق جميع المشاريع التي يدعمها صندوق السفراء بمواقع تاريخية، إذ أن بعضها يحافظ على أنواع أخرى من التراث، كالموسيقى والرقص والحرف التقليدية واللغات الأصلية.
في لاوس، على سبيل المثال، مكّنت منحة من صندوق السفراء تنفيذ مشروع يستغرق سنتين لتوثيق الطقوس الطاوية (فرع من الديانة البوذية)لأقلية ياو الدينية في ذلك البلد.
وتجسّد المشاريع التي يتجاوز عددها 850 ويدعمها صندوق السفراء منذ العام 2001 إيمانًا بأهمية مساهمات جميع الثقافات للبشرية جمعاء. ويتعارض هذا الدعم بصورة صارخة مع حوادث مثل تدمير تماثيل بوذا التي يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي في باميان بأفغانستان من قبل حركة طالبان في عام 2001، والتهديدات الأخيرة لهيكل بوروبودور، أكبر معبد بوذي في العالم موجود في جاوا الوسطى، اندونيسيا، من قبل المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
وخلال الأسابيع القادمة، سوف يتطرق الموقع الإلكتروني ShareAmerica إلى مشاريع جارية في جميع أنحاء العالم بمساعدة صندوق السفراء الأميركيين لصون التراث الثقافي. لمعرفة المزيد، يمكنك استكشاف هذه الخريطة لمشاريع صندوق السفراء في مواقع التراث العالمي.