من وراء القناع: صحفي أفريقي غير تقليدي [شريط فيديو]

في مكان ما من أفريقيا يقبع محققون من الشرطة وراء الشاشات لمراقبة غرفة يتوقعون أن أمرًا رهيبًا ما على وشك الحدوث فيها. إذ يقوم طبيب أو اختصاصي أعشاب من الأرياف متهم بالتورط في تسميم أطفال لا يريدهم ذووهم بإعطاء تعليمات لأب وهو يتحضر لإعطاء جرعة سم قاتلة لطفل صغير. وما أن يوضح الرجل نياته حتى تداهم الشرطة المكان وتعتقله هو ومساعده. أما الطفل الصغير، كما يتبين، فما هو إلا دمية مقنعة والأب المزعوم ما هو إلا رجل يكرس نفسه لفضح وكشف المجرمين.

الرواية تبدو كأنها مشهد سينمائي في فيلم من أفلام هوليوود. بيد أن أفراد الشرطة والأشخاص الأشرار هم حقيقيون والشخصية الغامضة التي جعلت ذلك حقيقة هو صحفي غاني يتكتم عن إسمه، أناس أريمايو أناس.

الصحفيون يلعبون دورًا هامًا في المجتمع المدني من خلال تسليط الأضواء على الأفعال الباطلة وفضح الفساد. وغالبية هؤلاء يجرون أبحاثًا مضنية ويعكفون بشكل دؤوب على كتابة التقارير الإخبارية. بيد أن أناس هو من صنف الصحفيين الأكثر شهرة الذين يقومون بأدوار شبيهة بدور شخصية “التحري البريطاني السينمائي جيمس بوند.” ويستخدم أناس آلات تصوير مخفية ويتنكر لفضح الفساد والجريمة في جميع أنحاء أفريقيا. وفي تقاريره لشبكات سي إن إن، والجزيرة القطرية، وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يشير أناس إلى أنه نجح في التسلل إلى عصابة التجار بالبشر لأغراض الجنس من خلال التنكر كنادل في حانة في دار للدعارة كما تنكر كمريض في مستشفى نفساني لغرض فضح سوء المعاملة والإهمال. ولغرض كشف مهربي الكاكاو حيث أنه موه نفسه ليبدو وكأنه صخرة كبيرة.

https://twitter.com/thexaurus/status/726432937902624770

ويعترض بعض الصحفيين التقليديين على الاحتيال الذي يوظفه أناس في تقصياته علاقاته الوثيقة بأجهزة فرض تنفيذ القوانين. وردًا على ذلك قال أناس في مقابلة مع موقع “فايس” الإلكتروني: “أنا لا أرى أي شيء باطل بقيامي بتقصٍ جيد والحصول على الأدلة الدامغة، وفي نهاية المطاف التعاون مع هيئات تنفيذ القوانين للتيقن من أن الأشرار سيقبعون خلف القضبان.”

هدفه، كما يقول أناس، هو التعرّف على هوية الجناة ووصمهم بالعار وسجنهم. ومن أجل حماية نفسه من المجرمين الذين يفضحهم وللمحافظة على سرية عمله، لا يظهر أناس في العلن إلا وراء قناع.

وإذا كان الشعار والهوية السرية يبدوان وكأنهما يعودان لبطل خارق من الرسوم الكاريكاتورية، فإن النتائج التي يحققها أناس حقيقية فعلا. فتحرياته وتحقيقاته في آفة الاتجار بالبشر آلت إلى عدة إدانات وأكسبته لقب أحد “الأبطال” الذين أتى على ذكرهم تقرير وزارة الخارجية الأميركية حول الإتجار بالبشر للعام 2008.

وفي خطابه أمام برلمان غانا في 2009 امتدح الرئيس أوباما الروح الديمقراطية للبلاد قائلا: “”إننا نشاهد تلك الروح في صحافيين جريئين مثل أناس أريمايو أناس الذي جازف بحياته لنقل الحقيقة.”

ومن ناحيته يعتبر أناس أن أفريقيا هي “قارة في طور التحوّل، وفي هذا الوقت فإن العلاجات القصوى هي الأنسب للأمراض التي هي في منتهى الشدة.”