
حسن الجوار تقليد أميركي، ويعتز مواطنو الغرب الأوسط الأميركي بشكل خاص بكرم ضيافتهم. يعزز أحد البرامج التي تنفذها ولاية مينيسوتا روح حسن الجوار هذا من خلال اتخاذ ترتيبات لزيارة مئات الناس من غير المسلمين للمساجد خلال شهر رمضان.
انبثق برنامج تحلّى بالشجاعة نتيجة القلق بأن “الكثير من الناس [في ولاية مينيسوتا] لا يعرفون سوى القليل جدًا عن الإسلام والمسلمين”، كما تقول القسيسة سينثيا برونسون سويغرت، التي تنتمي إلى الكنيسة الأسقفية والتي تتولى التنسيق بين برنامج تحلّى بالشجاعة ومجلس الكنائس في ولاية مينيسوتا. أطلق المجلس هذا البرنامج في العام 2005 بالشراكة مع الجمعية الأميركية الإسلامية لولاية مينيسوتا، التي يعمل مديرها، الإمام أسَد زمان، مع القسيسة سينثيا برونسون سويغرت لجذب المشاركين إلى البرنامج.
يشارك في هذا البرنامج تسعة عشر مسجدًا. يزور هذه المساجد ضيوف من الكنائس والمعابد اليهودية ويستمعون إلى محاضرات حول الإسلام وشهر رمضان، ويشاهدون أداء فريضة الصلاة، ويتشاركون مع جيرانهم المسلمين في تناول وجبة إفطار.
يسجل برنامج تحلّى بالشجاعة أسماء الضيوف، ويقدّم كل مسجد طعام الإفطار. ويقول زمان، إن غير المسلمين يخشون في بعض الأحيان من الدخول إلى المسجد، إلا أنهم يدركون لاحقًا “أنهم، بطبيعة الحال، مرحّب بهم على مدار السنة.”

البرنامج يلقى شعبية كبيرة بين المساجد المضيفة لدرجة أن “عدد المسلمين الذين يتطوعون لاستضافة الزوّار يتجاوز” [الحاجة]، حسبما يقول زمان. المساجد “تحاول المحافظة على نسبة متطوّع واحد يستضيف الزوّار مقابل كل ثلاثة زوّار من الضيوف لتشجيع الحوارات النابضة بالحياة”.
تقول برونسون سويغرت إن “حفلات الإفطار ممتعة ومثمرة.”
يقتبس زمان مما قاله أحد الزوار فيقول: “المحاضرات … بدّدت العديد من الأساطير الشائعة حول الإسلام والمسلمين. كان المسلمون الحاضرون على أتم الاستعداد للرد على الأسئلة وتبادل تجاربهم، وعندما خرجت، كان قلبي مفعمًا بالامتنان وباحترام أعمق للمسلمين ولمعتقداتهم وتقاليدهم الدينية.”
زار حوالى 1000 شخص من غير المسلمين المساجد خلال شهر رمضان في العام 2016. أكَّد زمان أن “معظم الناس يحاولون مجرّد العيش والانسجام مع الآخرين”. وأضاف، لقد أدهشني أن الأمر لم يتطلب سوى القليل جدًا من التفاعل والتعاطف لإزالة العديد من طبقات المعلومات الخاطئة والخوف.”
اطلع على المزيد من المعلومات حول شهر رمضان في أميركا واكتشف كيف يمارس الأميركيون المسلمون شعائر دينهم و يخدمون مجتمعاتهم الأهلية.