ناجية من السرطان تجد مشروعًا تجاريًا في تحسين حياة الآخرين

Woman exercising (© Sebastián Rodriguez)
كاثي بيكو تمارس التمارين الرياضية في الصالة الرياضية. (© Sebastián Rodriguez)

بينما كانت كاثي بيكو تخضع لعلاج كيميائي لسرطان الأنسجة الرخوة النادر في كاحلها منذ 10 أعوام، كانت تحلم بفتح شركة تجارية تستطيع القيام بمتابعة صحة الناجين من هذا السرطان بالذات.

ولكن بيكو، البالغة من العمر 48 عامًا، وهي من كيتو، الإكوادور، لم تجد أحدًا يتحمس لهذه الفكرة. غير أن ذلك لم يثنها. إذ درست قانون الإعاقات في الإكوادور وقالت لنفسها إنها إذا تغلبت على السرطان، فإنها ستتمكن من مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة وتتبادل قصتها وتجربتها مع آخرين.

وشرحت الفكرة بقولها: “لقد قررت أيضًا في تلك اللحظة أني إذا ما نجوت من المرض، فإنه يتوجب علي أن أدلي بشهادتي، حتى أدخل الأمل على قلب كل من يحتاج إلى التشجيع لمواصلة الكفاح كي يستطيع أن يحلم بشيء أفضل.”

تغلبت بيكو على السرطان في العام 2010، لكنه تركها ضعيفة. وبُترت ساقها اليسرى، وكان عليها أن تتعلم المشي بساق صناعية. استغرق الأمر سنوات، ولكن أطلقت شركتها التجارية في العام 2016، باسم (Proyecto Kathy Pico)

كان الهدف من وجود شركة Proyecto Kathy Pico هو ضمان تعريف الأشخاص ذوي الإعاقة في الإكوادور بحقوقهم وأن تفهم الشركات مسؤولياتها القانونية في ما يتعلق بمساعدة الموظفين المعوقين. توفر الشركة أيضًا فرص عمل عن طريق المطابقة بين الباحثين عن عمل من ذوي الإعاقة بأرباب العمل.

ولا تزال بيكو مستمرة في تسلق الجبال والمشي لمسافات طويلة بساقها الصناعي. وتلقي محاضرات تحفيزية للآخرين، وتلهمهم على متابعة أنشطتهم وأحلامهم.

Woman walking on hillside with walking sticks (© Sebastián Rodriguez)
كاثي بيكو تتسلق الجبل في الإكوادور. (© Sebastián Rodriguez)

دفعة تحفيزية من الولايات المتحدة

بعد فترة وجيزة من بدء مشروعها، التحقت بيكو بأكاديمية سيدات الأعمال، وهو برنامج تابع لوزارة الخارجية الأميركية يقوم بتدريب رواد أعمال عن طريق دورات دراسية شخصية أو عبر الإنترنت. ومنذ العام 2017، قامت السفارة الأميركية في الإكوادور بتدريب ما يقرب من 500 امرأة في 10 مدن كجزء من البرنامج.

خريجو البرنامج يتعلمون مهارات كيفية جمع الأموال وبناء الشبكات وإنشاء خطط العمل. ويتم تقديم الدعم لهم أثناء تطوير أعمالهم.

وكانت إيفانكا ترامب، مستشارة الرئيس ترامب، قد ساعدت مؤخرًا في إطلاق أكاديمية لرائدات الأعمال في كولومبيا- وتقوم وزارة الخارجية بتنفيذ نسخ منها في أكثر من 65 دولة.

ساعد البرنامج بيكو على أن تؤكد لنفسها أن فكرة مشروعها التجاري مجدية وقابلة للتنفيذ. وقالت إنها حفزتها أيضًا لمواصلة دفع نفسها- بأكثر من طريقة. وما يدفعها هو الاعتقاد بأن الأشخاص ذوي الإعاقة في الإكوادور غالبًا ما يُنظر إليهم، أو حتى يرون أنفسهم، على أنهم ضحايا، بدلًا من أن يُنظر إليهم على أنهم موهوبون وناجحون.

وقد تسلقت مؤخرا قمة بركان روتشو بيشينتشا مع السفير الأميركي لدى الإكوادور مايكل جيه فيتزباتريك. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2019، أكملت بيكو ماراثون مدينة نيويورك، وبذلك أوفت بوعد مهم قطعته على نفسها منذ عقد من الزمن تقريبًا.

وتقول بيكو إن حواسها كانت حية أثناء مشاركتها في العدو. وتمكنت من شم رائحة لحم البقر المشوي والبصل الذي كان يقوم بطهوه بائعو الأطعمة في الهواء الطلق ورأت وجوه العديد من مئات الآلاف من الناس يهتفون لها. وعند خط النهاية، سمعت أغنية فرانك سيناترا الشهيرة بعنوان، “نيويورك، نيويورك”.

وتقول بيكو، “لقد عرفت، في النهاية، أن كل شيء كان يستحق كل هذا العناء، وكنت ممتنة للاستمتاع بكل نفس أتنفسه، وبكل يوم من أيام حياتي”.

هذا المقال بقلم الكاتبة المستقلة لينور أدكينز.