في عيد الشكر الماضي، عندما اقترحت عائلة ناديا إبراهيم عليها أن تشترك في مسابقة “ملكة الكراسي المتحركة” لولاية مريلاند، اعتبرت ناديا أن ما أشاروا به عليها من باب المزاح.
وكانت إجابة إبراهيم عليهم، ” من المستحيل أن أفعل ذلك؛ لكن في نهاية الحديث قلت، حسنًا، سوف أحاول على الأقل وسأرى ماذا سيحدث”.
في 10 كانون الثاني/يناير، توّجت إبراهيم بلقب ملكة الكراسي المتحرّكة في مريلاند للعام 2016.
وأوضحت أن “ما يروق لي… هو أن هذه فرصة للقيام بحملة للمناصرة والتثقيف بشكل مباشر.”

الفائزة بلقب ملكة الكراسي المتحركة في ولاية مريلاند لا بد أن تكون متميزة في كل من الإنجازات والدعوة لتأييد القضية التي تدافع عنها . ينبغي على حاملة اللقب أن تعبّر بوضوح عن احتياجات وإنجازات مستخدمي الكراسي المتحركة للجمهور العام ، ومجتمع المشروعات التجارية والمجلس التشريعي.
القيم العائلية
تشغل إبراهيم، وظيفة المستشارة القانونية في مكتب سياسة توظيف المعوّقين في وزارة العمل الأميركية، وهي تعتبر أن النشاط والدعوة لقضايا معينة، عملية غريزية متأصلة في طبيعتها . وأنها تسري في عروق أفراد عائلتها.
قالت إبراهيم، إن “والديّ وشقيقتي وشقيقي ناشطون اجتماعيًا ومشاركون نشطون في مجتمعاتهم الأهلية. وهذا يشكل إحدى القيم التي غرسها والدانا فينا أثناء تربيتنا.”
إبراهيم، التي نشأت في ولاية إنديانا هي ابنة مهاجريْن، أحدهما من لبنان والآخر من الأراضي الفلسطينية، وُلدت مصابة بشلل دماغي، ولكنها قالت إن والديها تعاملا معها بالمعايير نفسها التي كانا يتعاملان بها مع أشقائها .
قبل أن تشترك في المسابقة للفوز بلقب ملكة الكراسي المتحركة في الولايات المتحدة كلها في آب/أغسطس، ستقوم إبراهيم بجولة في أنحاء ولاية مريلاند للدعوة إلى توفير خدمات المساعدة الشخصية وتأمين وسائل النقل والسكن للمعوّقين.
أمل الشرق الأوسط
سافرت إبراهيم، الحائزة على شهادتي ماجستير، إلى الشرق الأوسط في العام 2010 مع عائلتها واختبرت التحديات التي يواجهها المعوّقون في المنطقة. فاغتنمت تلك الفرصة للتحدث إلى الناس حول قضايا الإعاقة.
تتذكر إبراهيم أن الناس “تجاوبوا بكل احترام، وطرحوا الكثير من الأسئلة، وأبدوا رغبة في التعلم”. وهي تتطلع قُدمًا للتواصل بصورة أعمق مع مناصري الإعاقة الإقليميين والمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.
وأضافت، “أتمنى أن أتمكن من نشر رسالة أن الكثير من الأطفال والراشدين المعوّقين في الشرق الأوسط يمكن أن يصبحوا مواطنين منتجين في مجتمعاتهم الأهلية إذا ما أتيحت لهم الفرصة.”
ما بعد لقب ملكة الكراسي المتحركة في مريلاند
سوف تستمر إبراهيم في جهود الدعوة للتأييد والمناصرة بعد حصولها على لقب ملكة الكراسي المتحركة في ولاية مريلاند. وهي حاليًا رئيسة اللجنة الاستشارية للإعاقة في شركة الخطوط الجوية فرجين أميركا (وهي اللجنة التي تقدم إرشادات حول تسهيلات السفر للمعوّقين) وتتطوّع في منظمة “الكلاب المرافقين من أجل الاستقلالية“، وهي منظمة توفر كلابًا مدرّبة على خدمة المعوّقين.

تستطيع كلاب الخدمة فتح أبواب العالم أمام المعوّقين. وهي تمثل جزءًا لا يتجزأ من حياة إبراهيم. كلبها الحالي، كوبر، يفتش عن الأشياء ويعيدها إليها ويفتح الأبواب لها.
وفي هذا السياق، أوضحت إبراهيم هذا الواقع بالقول، “قد يشعر الناس في أحيان كثيرة بعدم الارتياح أو الخشية تجاه الشخص المعوّق، لذلك، فإن أول كلب خدمة لدي كان بمثابة قوة دفع لي للخروج من قوقعتي وجعلني أتكلم بصراحة أكبر حول احتياجاتي واحتياجات المعوّقين الآخرين.”
والجدير بالذكر أن إبراهيم هي واحدة من آلاف المدافعين عن حقوق المعوّقين الذين يعملون مع منظمات حكومية وغير حكومية عبر الولايات المتحدة. إن قانون الأميركيين المعوّقين هو أحد القوانين العديدة التي أزالت الحواجز ومكّنت الذين يعانون من مختلف أشكال الإعاقة من المشاركة الكاملة في المجتمع.