
هنا في الولايات المتحدة، العلماء في وكالة أبحاث الفضاء والطيران، المعروفة اختصارًا باسم ناسا، يواصلون السعي لاستكشاف الكوكب الأحمر. ورغم كل ما يقابلهم من صعوبات وانتقادات وفي مقدمتها تمويل المهمّة، تطمح ناسا إلى إرسال واحد من بني البشر إلى المرّيخ بحلول العام 2030.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، تسعى وكالة الإمارات للفضاء لاستكشاف كوكب المرّيخ أيضًا بإرسال مسبار غير مأهول، أُطلق عليه اسم “مسبار الأمل”، ليصل إلى المرّيخ بالتزامن مع احتفال الدولة بعيدها الوطني الخمسين في العام 2021.
الهدف المشترك دفع الجانبين لتوقيع اتفاق تعاون مشترك بينهما، قبل أسابيع. وتعليقًا على هذا الاتفاق قال تشارلز بولدن، المدير الإداري لوكالة ناسا، “إنني على ثقة من أن اتفاق إطار العمل الجديد مع وكالة الإمارات للفضاء سيدفع هذه الرحلة نحو الأمام، بالإضافة إلى مشروعات أخرى تهدف إلى الاستكشاف السلمي للفضاء الخارجي.”
من جانبه أعرب الدكتور خليفة الرميثي، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، عن ترحيب وكالته بالاتفاق واعتبره “فرصة للتعاون مع الولايات المتحدة ووكالة ناسا في المجالات التي نص عليها الاتفاق… من أجل التوصّل إلى الهدف المشترك للجانبين وهو تحقيق الخير للبشرية جمعاء.”
مجالات التعاون
بالإضافة إلى عمليات استكشاف المرّيخ، فإن مجالات التعاون التي نصّ عليها الاتفاق تشمل علوم الفضاء، وعلوم الأرض وعمليات رصد ومراقبة الكرة الأرضية، وعمليات استكشاف الفضاء، والتعليم والتكنولوجيا، وإجراءات تأمين سلامة بعثات الفضاء. كذلك يسمح الاتفاق للجانبين بتبادل الأدوات العلمية بما في ذلك مركبات الفضاء.
وطبقًا لما ذكره المدير الإداري لوكالة ناسا، فإن الخبراء في وكالتي الفضاء الأميركية والإماراتية يتباحثون بالفعل في الوقت الراهن حول مجالات التعاون المختلفة التي تحظى باهتمام مشترك منهما. وأشار رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء إلى أن التعاون بين الوكالتين مسألة حيوية بصفة خاصة بالنسبة لوكالته الوليدة- التي أنشئت قبل عامين فقط- لأن هذا التعاون سيكون “أفضل وسيلة لتطوير تكنولوجيا الفضاء في دولة الإمارات، وإن قطاع الفضاء يسعى للتعاون مع الشركاء الدوليين، وباعتباره أحد أهم العوامل المحفزة للتنمية الاقتصادية في الدولة، فإنه “سيؤدي إلى توفير الكثير من فرص العمل هناك.”
أحدث تطوّرات استكشاف المريخ

تتمثل أحدث تطوّرات استكشاف المرّيخ في المجموعة الضخمة من الصور البالغة الدقة التي أرسلها المسبار (Reconnaissance) والتي تزيد على ألف صورة للكوكب الأحمر، حسب تقديرات مؤسسة سميثسونيان ونشر الكثير منها على موقعها. هذا المسبار أُطلق في العام 2005 للبحث عن أي دلائل تشير إلى وجود ماء على كوكب المريخ. ورغم أن مهمة العثور على الماء تزداد صعوبة مع مرور الأيام إلا أن المسبار يواصل إرسال صور بديعة ودقيقة لسطح المريخ ستسهل مهمة رسم خريطة مفصلة للكوكب، حسبما يقول العلماء.

ومجموعة الصور الحديثة التي بعث بها المسبار (Reconnaissance) مؤخرًا تكتسب أهمية خاصة لأنها التُقطت في الفترة الزمنية التي يكون فيها المرّيخ في أقرب مدار له إلى الأرض. وهذه ظاهرة طبيعية لم تتحقق منذ إطلاق المسبار في العام 2005.
