مدينة نيويورك، المعروفة على نطاق واسع بأنها مركز مالي، تريد أيضًا أن تصبح مركزًا للابتكار في مجال التكنولوجيا الفائقة، وتتوجّه إلى إسرائيل طلبًا للمساعدة.
للوهلة الأولى، قد تبدو إسرائيل خيارًا يثير الدهشة كشريك قادر على مساعدة نيويورك على تحقيق هدفها. فإسرائيل، بسكانها البالغ عددهم فقط 8.4 مليون نسمة، هي في حجم مدينة نيويورك تقريبًا. ومع ذلك، فإن البلاد تشجع الابتكار التكنولوجي وتصدّر منتجات وخدمات التكنولوجيا الفائقة إلى العالم. كما أن إسرائيل لديها عدد من الشركات الناشئة بالنسبة لمجموع السكان أكبر من أي مكان خارج منطقة سيليكون فالي. وهي تقود العالم في مجال البحث والتطوير كحصة من الناتج المحلي الإجمالي.
ومن خلال شراكتها مع نيويورك، فإن إسرائيل توسّع نطاق الفرص لشركاتها التجارية.
وقد بدأت بذور هذه الشراكة تؤتي ثمارها بالفعل. ففي ربيع هذا العام، تخرّج من معهد جاكوبس تخنيون كورنيل الجديد في نيويورك طلاب الدفعة الأولى الذين تم منحهم درجة الماجستير في الرعاية الصحية وعلوم الحاسوب. ويهدف المعهد إلى إحداث ثورة في كيفية تقديم الرعاية الصحية من خلال ابتكارات التكنولوجيا الفائقة.
والمعهد هو نتاج تعاون مشترك بين معهد تخنيون إسرائيل للتكنولوجيا في مدينة حيفا، إسرائيل، وجامعة كورنيل في نيويورك. وقريبًا سوف ينقل مقره الأساسي إلى حرم كلية كورنيل للتكنولوجيا الجديد في جزيرة روزفلت أيلاند في نيويورك. (سيتم الانتهاء من الحرم الجامعي الذي ما زال تحت الإنشاء في أيلول/سبتمبر 2017.)

يمنح برنامج تخنيون كورنيل الطلاب المهارات المطلوبة في الصناعات المرتبطة تاريخيًا بمدينة نيويورك، مثل الرعاية الصحية والإعلام، اللذين يشهدان تقدمًا تكنولوجيًا. كما يقدم أيضًا برنامجًا للشركات الناشئة يساعد الطلاب الحاصلين على درجة الدكتوراه في إطلاق شركاتهم التجارية.
ويقوم بتدريس الدورات الدراسية أساتذة من كل من كورنيل وتخنيون. ويحظى الطلاب بفرصة قضاء فصل دراسي يُدرَّس في حرم معهد تخنيون في حيفا. ويعمل معهد تخنيون على توسيع نطاق انتشاره الدولي الواسع بالفعل.
“أشعر أن هذه هي إحدى أعظم التجارب في التعليم الأكاديمي في العصر الحديث.”
– بيريتس لافي، رئيس معهد تخنيون إسرائيل للتكنولوجيا
ومنذ العام 2013، تعزز اتفاقية تم إبرامها بين الحكومة الإسرائيلية وكليتي نيويورك للهندسة وعلوم القياسات المتناهية الصغر في مدينة ألباني (الواقعة على مسافة 150 ميلا شمال مدينة نيويورك) أوجه التعاون في مشاريع تكنولوجيا القياسات المتناهية الصغر. وتتيح هذه الاتفاقية للجامعات والمؤسسات البحثية الإسرائيلية الوصول إلى تكنولوجيا الكليتين ومواردهما وخبراتهما الخاصة بعلوم القياسات المتناهية الصغر.
وقال بيريتس لافي رئيس معهد تخنيون الإسرائيلي للتكنولوجيا إن نيويورك أصبحت “منظومة متفاعلة للتكنولوجيا وريادة الأعمال والابتكار.”
وقد وافقت نيويورك وإسرائيل مؤخرًا على التعاون المشترك في مجال البحوث الطبية الحيوية في إطار اتفاق أبرم في العام 2017 بين معهد تخنيون ومركز نيويورك للأحياء الجزيئية، وهو عبارة عن منظمة بحثية مستقلة لا تبغي الربح. وقال محافظ ولاية نيويورك أندرو كومو في هذا الصدد إنه “من خلال الجمع بين عملاقي الصناعة هذين، فإننا نضع نيويورك في طليعة الجيل القادم للأبحاث والاكتشافات الطبية.”
وأضاف أن “نيويورك وإسرائيل تربطهما معًا رابطة قوية لا تنفصم.”