هذا الدبلوماسي يعتبر الدفاع عن حقوقك مسألة شخصية

دانيال باير، إلى اليسار، هو واحد من ستة سفراء أميركيين مثليي الجنس علنًا (State Dept.)

كتب هذا المقال لموقع شيرأميركا دانيال باير، السفير الأميركي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE).

يسألني الناس في كثير من الأحيان كيف تكون حياة السفير المثلي الجنس علنًا: “هل يجعل ذلك عملك أكثر صعوبة؟ هل يُدعى زوجك إلى حضور الأحداث؟ هل يرفض المسؤولون من بلدان أخرى العمل معك؟”

في كل مرة تطرح عليّ هذه الأسئلة، أشعر بومضة من الامتنان، لأن ذلك لم يشكل قضية بالنسبة لي على الإطلاق.

أن أكون سفيرًا أميركيًا أكثر أهمية بكثير من أن أكون سفيرًا مثلي الجنس. لم أشعر أبدًا بأن كوني مثلي الجنس يشكل عائقًا أمام قيامي بعملي. إننا نلاقي الترحيب الحار أنا وزوجي، بريان، من قبل الأصدقاء في السلك الدبلوماسي. إننا نحضر احتفالات كزوجين، وأحيانًا نشعر بأننا قد نكون أول زوجين مثليي الجنس على مائدة عشاء معينة، ولكننا لم نشعر أبدًا بأنه غير مرحّب بنا. إننا فريق واحد، تمامًا كالعديد من السفراء الآخرين وزوجاتهم أو شركائهم. 

هذا الفيديو الذي التقط في أيلول/سبتمبر 2013 يقدم دانيال باير سفيرًا للولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

 

مبادئ دولتنا

كان مبدأ حقوق الإنسان المعترف به دوليًا الذي ينص على أن جميع الناس يولدون متساوين في الكرامة والحقوق، مترسخًا في صلب الدستور الأميركي وفي هويتنا كدولة منذ أكثر من 200 سنة. غير أنه، وفي كل جيل، يبدو أن هناك مجموعات معيّنة من الأميركيين الذين تختبر كفاحاتهم من أجل المساواة مدى ثباتنا، وتجعلنا نقترب أكثر من الفهم الأفضل لحقنا الطبيعي المشترك.

بالنسبة لجيلي، ليس هناك أدنى شك في أن المثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيًا هم هذه المجموعة. وقد بات العمل لضمان المساواة للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحوّلين جنسيًا في ظل القانون ينعكس في البرامج التلفزيونية، وعلى صفحات الرأي في الصحف، وفي قاعات المحاكم والمجالس التشريعية، وفي الكنائس وفي الفرق الرياضية.

حتى عندما يختلف الناس، ففي معظم الأحيان يقدمون حججًا تعترف ضمنًا بأن النقاش يتمحور حول تلبية وعد حقوق الإنسان.

قبل أن أتولى منصبي كسفير، كنت أعتز بقضائي ما يقرب من أربع سنوات في العمل على قضايا حقوق الإنسان لدى وزارة الخارجية الأميركية. وتحت قيادة الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الحالي جون كيري، كانت الولايات المتحدة مدافعًا صريحًا عن حقوق الإنسان لكل شخص، بمن في ذلك الأشخاص المثليون ومزدوجو الميل الجنسي والمتحوّلون جنسيًا. يدرك قادة الولايات المتحدة أنه ينبغي على الدبلوماسيين الأميركيين أن يمثلوا تنوّع أميركا. وعلى الرغم من أنه لا يزال أمامنا الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به، فمن المهم اليوم أنه أصبح هناك ستة سفراء مثليي الجنس علنًا يعملون في أربع قارات.

إن الدفاع عن حقوق الإنسان للأشخاص المثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحوّلين جنسيًا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك حوالى 80 بلدًا حيث لا يزال سلوك مثليي الجنس يعتبر جريمة، يشكل جزءًا من السياسة الخارجية الأميركية. بالنسبة لبعض المراقبين، يبدو هذا وكأنه شيء جديد- ولكن في الحقيقة إنه استمرار لتقليد طويل الأمد. إن دور الولايات المتحدة كدولة قائدة في العالم ينبع في جزء كبير منه من المرات العديدة التي كنا فيها صوتًا للذين لا صوت لهم.

وكما قال الرئيس السابق رونالد ريغان في خطاب توليه منصب رئاسته الأولى: “علينا أن ندرك أنه… ليس هناك أي سلاح في ترسانات العالم يماثل هول الإرادة والشجاعة الأخلاقية للرجال والنساء الأحرار”.

واليوم، مثلما كان الأمر في ذلك الحين، نستدعي الشجاعة الأخلاقية للدفاع عن حقوق الإنسان لجميع الناس، بغض النظر عمن هم، وبغض النظر عمن يحبون.