كان البولينيزيون القدماء رواد فضاء زمانهم، عندما اكشفوا مسافات شاسعة من المحيط الهادي في زوارق السفر في رحلات بعيدة. ولم تكن لديهم خرائط أو بوصلات أو أنظمة تحديد المواقع العالمية لإرشادهم إلى النقاط الصغيرة التي تشير إلى الجزر.
واليوم، فإن النجوم والرياح والأمواج ترشد جيلاً جديدًا من الرحالة على متن الزورق هوكوليا، البالغ طوله 19 مترًا، في رحلة حول العالم سوف تتجاوز مسافتها 110 آلاف كيلومتر.
والهدف من ذلك هو تعزيز الوعي حول “مالاماهونوا”، التي تعني “العناية بالأرض”.
وصل فريق الرحالة إلى واشنطن في أواخر شهر أيار/مايو، بعد أن اجتاز حوالي 80 ألف كيلومتر منذ مغادرته جزيرة أواهو في هاواي في العام 2014.
“هذا هو الحلم،” كما قالت لهوا كامالو، البالغة من العمر 29 عامًأ إحدى أفراد طاقم الرحلة من هونولولو، عندما كان الزورق راسيًا على ضفاف نهر بوتوماك، على مسافة ليست بعيدة عن نصب واشنطن التذكاري.

يهدف الطاقم إلى لفت انتباه العالم أجمع إلى التحديات التي تواجهها المحيطات: الصيد الجائر والتلوث والاحتباس الحراري وتبييض المرجان.
قال وزير الخارجية جون كيري في رسالة مقدّمة إلى طاقم الرحلة، “على غرار الرحلة المذهلة على متن الزورق هوكوليا، فإن المحيطات تلهمنا وتربطنا سوية”، مضيفًا: “معًا يمكننا تغيير العالم وإنقاذ محيطاتنا.”
سوف يقوم طاقم هوكوليا بتقديم رسائل من سائر أنحاء العالم إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في يوم المحيطات العالمي، في 8 حزيران/يونيو.
ملاحون جدد
انضمت إلى كامالو في الرحلة شقيقتها، نو. البالغة من العمر 31 عامًا وكان زورق هوكوليا قد سحر الشقيقتين منذ صعودهما إلى متنه خلال رحلة ميدانية في المدرسة الابتدائية.
قالت نو إن الزورق يشكل “أحد رموز قوة وفخر هاواي”، وإنه أثار الاهتمام مجددا بدراسات تقاليد هاواي.
أبحر هذا الزورق للمرة الأولى في العام 1975، وكان الأول من نوعه الذي يبحر منذ القرن الخامس عشر.
انضمت الشقيقتان إلى طاقم الرحلة المؤلف من حوالي اثني عشر عضوًا لمدة أربعة أسابيع في كل مرة. من المقرر أن يزور الزورق هوكوليا خلال رحلته حول العالم أكثر من 100 ميناء قبل العودة إلى هاواي في العام 2017.
اكتشف كيف يمكنك حماية المحيط، وتحقق إذا كان زورق هوكوليا متوجه إلى ميناء بالقرب منك. 30 ألف كيلومتر فقط!