اسمها بيت لحم تيلاهون أليمو، نشأت في حي زينابورك، أحد الأحياء الفقيرة بمدينة أديس أبابا الإثيوبية، سكان الحي من الحرفيين المهرة الذين أتقنوا صناعة الأحذية من الإطارات الداخلية والخارجية للسيارات القديمة، ولكن لم تكن لديهم وظيفة تدرّ عليهم دخلًا منتظمًا.

ولاحظت أليمو وجود موارد طبيعية أخرى متوفرة في أماكن أخرى من إثيوبيا- كالبنّ والجلود– التي تستخدمها الشركات العالمية في صناعة سلع استهلاكية وبيعها في الأسواق الخارجية. بحثت أليمو عن وسيلة لتوفير فرص العمل لسكان زينابورك بحيث تظل عائداتها غير بعيدة عن الوطن. وما كانت تحتاج إليه زينابورك، حسب اعتقادها، هو التجارة، وليس الأعمال الخيرية.

وتقول أليمو، “إن الدافع الذي أثار حماسي هو تبادل الثقافة والتقاليد الإثيوبية مع العالم، والتوصل إلى سبل جذابة لتظل نابضة بالحياة وذات صلة تامة بالمنطقة.”

دفعها حماسها إلى تكوين شركة (SoleRebels) سول ربيلز، لصناعة الأحذية في العام 2004 التي بدأت بخمسة موظفين واستطاعت تأمين رأس المال الأساسي لها من عائلتها. والشركة تصنع الأحذية يدويًا من مواد محلية متوفرة في زينابورك: القنّب أو الجوت الحبشي (وهو نبات ليفي محلي)، والكوبا. وتضمّنت منتجات الشركة أنواعًا متطورة من الأحذية التقليدية التي كانت تصنع من أطر السيارات، والتي كانت عرفتها في طفولتها.

وتقول أليمو إنه في حين كان العديد من الشركات المصنّعة بدأت في اكتشاف فوائد “الإنتاج الأخضر”، (الصديق للبيئة) كان أهالي زينابورك قد اختبروا منذ وقت طويل أساليب إعادة التدوير للاستفادة القصوى من الموارد المحدودة. وكانت تشير بعبارتها هذه إلى “الطرق التقليدية التي لا ينبعث منها الكربون والتي تستخدمها شركة سول ربيلز، وهي الطريقة التي كان أبناء بلدها يصنعون بواسطتها الأحذية منذ عدة قرون.

Bethlehem Tilahun Alemu, sitting in front of microphone (Courtesy of World Economic Forum)
بيت لحم تيلاهون أليمو، إحدى مؤسِسات شركة سول ريبلز، في العام 2011 (Courtesy photo)

توظف شركة أليمو في زينابورك اليوم 150 حرفيًا لصنع أحذية سول ريبلز. ووفقًا للشركة، إنها شركة الأحذية الوحيدة على وجه الأرض المعتمدة من المنظمة العالمية للتجارة العادلة. وهي تدفع لعمالها أربعة أضعاف الحد الأدنى للأجور، وتوفر لهم الرعاية الطبية والمواصلات.

بعائدات سنوية تبلغ حوالى 15 مليون دولار، أصبحت العلامة التجارية لأحذية سول ريبلز أول علامة تجارية استهلاكية في أفريقيا تتمكن من فتح متاجر بيع بالتجزئة في سائر أنحاء العالم تتوزع في 55 بلدًا. وقد افتتحت مؤخرًا متجرًا في مركز تجاري راقٍ في قلب وادي سليكون، تزدهر فيه ريادة المشاريع، بولاية كاليفورنيا.

تقول أليمو، “بالنسبة لي، فإن روّاد الأعمال الناجحين جدًا لديهم القدرة ليس فقط على ابتداع فكرة، إنما أيضًا على تنفيذ هذه الفكرة بشكل رائع مرارًا وتكرارًا وجعلها حقيقة حية نابضة بالحياة. يبدو أن أفضل روّاد الأعمال يعيشون شركاتهم، بالمعنى الحرفي للكلمة.”