لم تخطط إليزا غيرا كروز لأن تصبح معلمة. إنما بعد فوزها في مباراة للشعر على مستوى البلاد، بدأت تحلم بأن تصبح كاتبة.
إلا أن الحياة اعترضت سبيل تحقيق هذا الحلم. فعندما وُلدت ابنة غيرا، لم تتمكن من إيجاد روضة أطفال مناسبة في مدينتها أغواسكاليينتس الواقعة في شمال المكسيك. تساءلت أمام إحدى صديقاتها، “لماذا لا نبدأ روضة أطفال خاصة بنا؟”. وخلال وقت قصير، استأجرت الاثنتان مكانًا وسجلتا فيه 17 طفلاً من بينهم أطفالهما. درست غيرا في منزلها لتنال شهادة في حقل التعليم والتحقت في وقت لاحق ببرنامج للدراسات العليا.
بعد مرور خمس سنوات، انفصلت غيرا عن شريكتها في الأعمال، ولكنها أنشأت في عام 2004 روضة أطفال خاصة بها ضمت ثلاثة أطفال فقط، اثنان منهم كانا ابنها وابنتها. وعلى الرغم من هذه البداية المتواضعة، سجلت في نهاية العام الدراسي، 50 طالبًا وفتحت صفوفًا للتعليم الابتدائي.

عندما راجعت غيرا المواد التعليمية المتوفرة، وجدت أنها لا تثير الاهتمام. تذمرت منها قائلة، “أريد لأطفالي أن يقعوا في حب ما هو رائع وجميل في العالم”. واتساقا مع تاريخها، وضعت غيرا مناهج دراسية خاصة بها تركز على الثقافات والبلدان المختلفة. أصبحت مدرستها، التي تحمل اسم “مدرسة وادي فيلادلفيا”، تشجع على تقدير الفن والموسيقى والأدب من مختلف أنحاء العالم. ومؤخرًا نشرت دار النشر بيرسون اديوكيشن 12 كتابًا من كتبها المدرسية لتلامذة روضة الأطفال.
ألهم عمل غيرا الأهالي والمعلمين على فتح مدارس تستند إلى نموذج مدرسة غيرا في أربع مدن مكسيكية أخرى. من المتوقع أن تفتح مدرسة أخرى أبوابها قريبًا في كوستاريكا.
رأت غيرا إن اختيار المرء لمهنة التعليم “يمكن أن يشكل أحد أكثر القرارات إرضاءً للنفس. يمكنك تغيير حياة الكثيرين بطريقة جيدة بحيث تتغير حياتك الخاصة نحو الأفضل”.
غيرا هي واحدة من المرشحين النهائيين الخمسين في مسابقة العام 2015 للفوز بــ الجائزة العالمية للمعلم التي تبلغ قيمتها مليون دولار وتُمنح للمعلم المتميز. وكثيرًا ما يُشار إليها باسم جائزة نوبل للتعليم، وهي مفتوحة أمام المعلمين في كل مدرسة وفي كل بلد من بلدان العالم. سوف يتيح لك الموقع الإلكتروني “تواصل مع أميركا” ShareAmerica أن تعرف ما إذا وصلت غيرا إلى قائمة المرشحين النهائيين العشرة، الذين سيعلن عن أسمائهم في منتصف شهر شباط/فبراير عام 2015.