هذه المنشقة تجد عالمًا جديدًا، خارج كوريا الشمالية

تذوقت لي هيونسيو طعم الحرية لأول مرة بتناول ملعقة من الآيس كريم في العام 1997. وقد ذهلت لي، التي اعتادت على تناول خليط مقزّز من الثلج والسكر في كوريا الشمالية، بثراء النكهات الموجودة عبر الحدود في الصين.

إذ فرّت لي إلى الصين وهي في السابعة عشرة من عمرها حين اجتاحت المجاعة كوريا الشمالية. ففي الصين، كانت الكهرباء متوفرة على مدار الساعة. وأوضحت لي في حديث أدلت به يوم 2 شباط/فبراير في فعالية مباشرة أقيمت إلكترونيا على صفحة وزارة الخارجية في موقع فيسبوك، “كان كل شيء أمرًا خياليا وكأنه  عالم آخر جديد”.

أثناء نشأتها، دأب معلمو لي على إقناعها والتشديد عليها بأن كوريا الشمالية كانت متفوقة على جميع البلدان الأخرى. ولكن خلال المجاعة، قالت إنها وزملاؤها كانوا يتضورون جوعا ولم يجدوا ما يسد رمقهم. وقد شاهدت لي الناس يموتون في الشوارع بسبب المجاعة.

ونظرا لكونها كانت تقيم في منطقة قريبة من الحدود مع الصين، فقد تمكنت من إلقاء نظرة على العالم الخارجي من خلال التلفزيون الصيني. وقد أجبرها اليأس المفضي إلى التهور في البحث عن عالم أفضل شاهدته على شاشات التلفزيون على الفرار. وخلال العقد التالي الذي قضته في الصين، كانت تعيش مختبئة، خشية أن تقوم السلطات هناك بإعادتها قسرا إلى كوريا الشمالية. وقد نجت من محاولات الزواج القسري المرتب ومن الاتجار بالبشر.

أعلاه: تغريد امنحوا الأمل للعديد من الكوريات الشماليات اللائي يصرخن في دوائر الاتجار بالشر في الصين.

وعندما وصلت أخيرًا إلى كوريا الجنوبية في العام 2008، اضطرت إلى أن تتكيف مرة أخرى مع الوضع الجديد الذي باتت فيه. وقد اتخذت مخاطرة جسيمة من أجل إنقاذ والدتها وأخيها. وبفضل مساعدة قدمها لها شخص غريب، فقد تكلل مسعاها بالنجاح. وقالت لي إن هذا التفاعل “أظهر لي أن تعاطف ورحمة الغرباء ودعم المجتمع الدولي هما حقا بمثابة بصيص الأمل الذي يحتاجه شعب كوريا الشمالية”.

وأثناء إقامتها في كوريا الجنوبية، التحقت بجامعة هانكوك في صول بكوريا الجنوبية. ومنذ تخرجها، دأبت على المساهمة في زيادة الوعي بالجرائم التي يرتكبها النظام الكوري الشمالي ومساعدة المنشقين من كوريا الشمالية. وفي العام 2015، نشرت مذكراتها الأكثر مبيعا بعنوان، الفتاة ذات الأسماء السبعة، في إشارة إلى الهويات الجديدة التي كان عليها استحداثها حين كانت مختبئة.

قصص حافلة بالشجاعة والإباء

شاهد أكثر من 10 ملايين شخص شريط الفيديو المسجل على موقع تسجيلات حوارات تيد عن قصة هروب لي من كوريا الشمالية.

وقد حاورها موقع شيرأميركا مؤخرا حين حضرت هي ومنشقون آخرون إلى واشنطن لمقابلة الرئيس ترامب. وكان من ضمن هؤلاء المنشقين جي سونغ-هو الذي حل ضيفا على السيدة الأولى ميلانيا ترامب حيث حضر خطاب الرئيس عن حالة الاتحاد.

وقد استمع نائب الرئيس بنس إلى قصة لي إلى جانب ثلاثة من المنشقين الكوريين الشماليين الآخرين يوم 9 شباط/فبراير في صول. وقال في كلمة له أثناء استقباله لهم “إننا ونحن نتحدث هنا الآن، ثمة 100 ألف كوري شمالي يجبرون على العمل اليوم في معسكرات العمل القسري المحاصرة. كما أن سبعين في المئة من الكوريين الشماليين في أمسّ الحاجة إلى المعونات الغذائية لكي يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة. كما يعاني الأطفال من سوء التغذية والحرمان “.

أعلاه: تغريدة لنائب الرئيس بنس تقول، “لقد تشرفت أنا وكارين بلقاء ضحايا النظام الكوري الشمالي القمعي. لقد سمعنا قصصا مروعة عن المنشقين الذين خاطروا بحياتهم وأطرافهم من أجل الحرية، كما سمعنا من فريد وارمبير، والد الراحل أوتو وارمبير. إننا معجبون بقدرتهم على الصمود.

وقالت لي إن العديد من المنشقين الكوريين الشماليين يحملون معهم السم، لتناوله في حال تم القبض عليهم أثناء رحلتهم بحثا عن الحرية. وأضافت “أنهم يفضلون الانتحار على العودة إلى كوريا الشمالية”.