توفر سوق المواد الأميركية طريقة خلاقة للنمو الاقتصادي دون استنفاد موارد طبيعية ثمينة أو إلحاق الضرر بالبيئة.

فالمواد التي تُرمى عادة كقمامة تجد حياة جديدة لها بفضل سوق المواد الأميركية، التي تطابق بين النفايات الصناعية لشركة معينة وغيرها من الشركات التي يمكن أن تستخدمها لتحقيق الأرباح. وبذلك ينخفض التلوث وتستفيد الشركات.

فازت هذه السوق بجائزة العام 2016 تقديرًا لأدوات التغيير الرقمية للاقتصاد المدور، إحدى جوائز الاقتصادات “المدورة” التي تمنح خلال اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس، بسويسرا. أدوات “التغيير”، كما هي مستخدمة هنا، تشير إلى تصوّرات أو أدوات خلاقة لتحسين الأساليب القديمة لصنع الأشياء.

منصّة قائمة على سحابة الانترنت

سوق المواد الأميركية هي منصّة رقمية قائمة على أساس البرمجيات السحابية حيث ينشر المستخدمون على الإنترنت تفاصيل عن مواد النفايات الموجودة لديهم- أو التي يحتاجون إليها– ويجرون معاملات مقبولة من الطرفين. فعلى سبيل المثال، من المحتمل أن يكون لدى مصنع لقمصان “التي شيرت” بقايا أقمشة يستطيع مصنع للغزل استخدامها. وعندما يستخدمه مصنع الغزل لتصنيع منتج جديد ذي قيمة، تسمى هذه العملية “إعادة التدوير للأفضل”.

عند تسلمه جائزة الاقتصادات المدورة، قال أندي مانغان، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لمجلس الأعمال الأميركي للتنمية المستدامة، وأحد المتعاونين الرئيسيين في المشروع، إن هناك العديد من الأسباب التي تشير إلى أن الآن هو الوقت المناسب لابتكارات الأعمال. وتابع إن “هذه الأسباب  تشمل شراء المستثمرين حصة مسيطرة من الشركات الكبيرة، والتطوير المتزايد التعقيد لبرامج الكمبيوتر الذكية والزخم الذي تولده حلول تغير المناخ الصادرة عن اتفاقية باريس.

جهد عالمي

Modern-style house with awning made of solar panels (Courtesy of Richlite)
شركة ريتشلايت تصنع مواد بناء مستخدمة في تشييد هذا المنزل في برونكس، نيويورك، من الورق المعاد تدويره (Courtesy of Richlite)

قامت سوق المواد الأميركية بتطوير البرمجيات بالاشتراك مع مجلس الأعمال الأميركي للتنمية المستدامة ومجلس الأعمال الصيني للتنمية المستدامة. وقد طوّرا هذا البرنامج بموجب مشروع المشاركة البيئية للحوار الاستراتيجي والاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين في تشينهوانغداو بمقاطعة هيياي بين العامين 2013 و2014.

سوق المواد الأميركية هو مشروع أطلقه مجلس الأعمال الأميركي للتنمية المستدامة ومجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة والمنتدى الاقتصادي للشركات المساهمة. وتشمل الشركات المؤسسة له شركات الكوا، وأرمسترونغ للصناعات العالمية،  وBASF، وداو للمواد الكيميائية، وغوديير، ونوفيليز، وبروكتر أند غامبل، وتترا باك.

بعد تجربتها الناجحة في العام 2015، تنوي سوق المواد الأميركية توسيع نطاق عملها لتطال سلاسل الإمداد العالمية الجديدة.

ومثلما قال بيتر باكر، رئيس مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة، “تلعب الأعمال دورًا حاسمًا في عملية التحول إلى اقتصاد مستدام ومزدهر. وتطوير قيمة من منتجات النفايات هو أحد الطرق الملائمة لتحقيق ذلك.