تُدرّس الجامعات في سائر أنحاء الولايات المتحدة عقلية ريادة الأعمال، التي لا تساعد فقط الطلاب من أصحاب العقليات الموجهة بطبيعتها للأعمال التجارية أو الذين يميلون إليها، إنما أيضًا للطلاب في كل مجال من مجالات الدراسة.
أوضح أريك نويس، الذي يدرّس مقررًا حول الإدارة وريادة الأعمال في كلية بابسون في مساشوستس، “إن معظم الناس يعتقدون أن ريادة الأعمال شيء يحدث في مرآب للسيارات أو في مجمّع للمكاتب، وإن الأمر بمجمله يتعلق بإنشاء شركات جديدة”. أما الواقع فهو أن التفكير بريادة الأعمال هو ببساطة التفكير المستقل، الذي يكون مفتوحًا أمام الطلاب في أي حقل، وأمام الموظفين الذين يعملون لدى شركات كبيرة، وأمام أولئك الذين يؤسسون مشاريعهم الجريئة الخاصة.
روّاد أعمال في الحرم الجامعي

لا ينبغي على المرء أن ينتظر إلى ما بعد تخرجه لكي يطوّر قدرته في التفكير المستقل. ولهذا السبب تمكن طلاب في جامعة جورجتاون في واشنطن كانوا حريصين على تصميم خدمات مالية مناسبة للطلاب من تأسيس مصرفهم الخاص الذي يعرف بالاتحاد الائتماني الفدرالي لخريجي وطلاب جامعة جورج تاون. ويفاخر هذا المصرف بتلقي ودائع بلغت 500 ألف دولار من الطلاب الحاليين. أما مناصب الرئيس التنفيذي وصولا إلى الصرافين، فيشغلها جميعها طلاب في جامعة جورجتاون. وبات الاتحاد الائتماني هذا يشكل الآن أكبر مؤسسة مالية يديرها بالكامل طلاب في الولايات المتحدة، وقد بلغت أصوله حوالى 17 مليون دولار وهو يضم 7 آلاف عضو.

إن منظمة ستارت آب شل (Startup Shell) هي حاضنة لشركات الأعمال الجديدة، أسسها ويتولى إدارتها طلاب من جامعة ماريلاند لإطلاق مشاريع تتسم بالمغامرة للطلاب. وهي توفر لهم مساحة للعمل، وموارد لإعداد النماذج الأولية، واستشارات قانونية مجانية، وحسومات على تسجيل الشركات وبراءات اختراع وعلامات تجارية. تتراوح مشاريع الطلاب من إعداد خرائط ثلاثية الأبعاد ومشاريع في مجال التكنولوجيا البيولوجية وصولا إلى شاحنة لبيع شطائر دجاج وحلوى.
إلى أبعد من كلية إدارة الأعمال
وبدورها تقدم كلية أوبرلين في ولاية أوهايو برنامج ريادة الأعمال لطلاب الموسيقى المسجلين في معهدها الموسيقي. وتشمل الصفوف الدراسية التعليم في مجال التسويق الحر لحسابهم الخاص، وتأسيس فرق موسيقية، وإعداد مجموعة من الأدوات الصحفية، وتأسيس حضور لهم على الإنترنت، ووضع ميزانيات للجولات الموسيقية. وكما ذكرت أندريا كالين، عميدة المعهد الموسيقي، فإن الطلاب “يعرفون أن الأمور ستؤدي بهم في نهاية المطاف إلى نوع من العمل لحسابهم الخاص أو الانخراط في حياة مهنية مختلطة. إنهم يرغبون بالقيام بأعمال خاصة بهم، ويحتاجون للمساعدة في تنفيذها.”

ومن ناحيته، أسس دوغلاس أريون، بعد مسيرته المهنية كعالم فيزيائي ومسؤول تنفيذي في إحدى الشركات، برنامج ساينس ووركس (Science Works)، وهو برنامج ريادة أعمال للطلاب الجامعيين الذين يدرسون العلوم والتكنولوجيا في كلية قرطاج في ويسكونسن. أخبره مانح– داعم ابتدائي للبرنامج أن طلاب العلوم يستطيعون أن يحكموا العالم، “ولكنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك.” ويبادر أريون إلى إضافة لدراستهم للعلوم دروس مكملة حول كتابة عروض طلبات المنح وتقديم طلبات براءات الاختراع. ويقول لطلابه إنه في العالم الحقيقي”، تكون الدرجات الدراسية إما A (ممتاز) أوF (راسب). ولذا، فإما سيقومون بتمويل مشروعكم أو لن يقوموا بذلك. فإذا كانت درجتكم الدراسية 88 بالمئة، هذا لا يعني أنكم ستحصلون على 88 بالمئة من الأموال.”
تابع موقع تواصل مع أميركا (شيرأميركا) للحصول على المعلومات حول التخطيط، والحصول على أقصى استفادة من التعليم في الولايات المتحدة. تصفحوا موقع Education USA للمباشرة بذلك.