لا تتوفر إمكانية الوصول إلى الإنترنت لثلثي سكان العالم. وأكثر من نصف محتوى شبكة الإنترنت مكتوب باللغة الإنجليزية، التي لا يتكلم بها سوى 5 بالمئة من سكان العالم.

لذلك تريد شركات الإنترنت العملاقة حل مشكلة الفجوة الرقمية، التي لا تحد فقط من الاتصالات، إنما أيضًا من التنمية الاقتصادية.

أنشأت شركة فيسبوك، مع شركاء من القطاع الخاص والمجتمعات المحلية منتدى على شبكة الإنترنت – إنترنت دوت أورغ Internet.org – لجعل الاتصال بشبكة الإنترنت متوفرًا لمزيد من الناس حول العالم. يهدف هذا التحالف إلى تمكين الوصول إلى شبكة الإنترنت بأسعار معقولة وبطريقة فعالة. فعلى سبيل المثال، في زامبيا وتنزانيا أطلق منتدى (إنترنت دوت أورغ) مؤخرًا برنامجًا تطبيقيًا يوفر لمشتركي خدمات الهاتف الجوال المحلية إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية على الإنترنت.

هل تتحدث لغة الإنترنت؟

محتوى الإنترنت يكون في غالب الأحيان باللغة الإنجليزية، أما اللغة الثانية الأكثر انتشارًا فهي اللغة الصينية. ينبغي أن تصبح الإنترنت متعددة اللغات بدرجة أكبر. فالمواقع المتاحة باللغات الأخرى لا تزال محدودة أو حتى معدومة. ولذا هناك مستخدمون محتملون للإنترنت في أجزاء عديدة من أفريقيا أو آسيا لا يستطيعون الاستفادة من هذه الشبكة.

وللبدء في معالجة هذه المشكلة، أعلنت شركة غوغل مؤخرًا أنها ستوسع نطاق الإنترنت إلى نصف بليون شخص لا يتكلمون اللغة الإنجليزية في الهند بحلول العام 2017. وكخطوة أولى، اشتركت مع عدد من الناشرين الهنود لوضع المحتوى الهندي على الموقع الإلكتروني Hindiweb.com، وهو موقع أنشأته شركة التكنولوجيا العملاقة خصيصًا لهذا الغرض.

هل هذا من قبيل تقديم خدمات للغير؟ ليس تمامًا. لكن تباطؤ نمو الأعمال التجارية على الإنترنت باللغة الإنجليزية هو الذي دفع مشغلو شبكات الهاتف الجوال، وشركات الإنترنت العملاقة، ومطورو البرامج  إلى توسيع نطاق أسواقهم. ولا ننسى أن معظم الـ 1.5 بليون هاتف ذكي جديد المتوقع تصنيعها بحلول العام 2017  سيشتريها مستهلكون في الدول النامية. واستنادًا إلى مؤسسة الأبحاث HIS فهؤلاء هم زبائن المستقبل الذين ترغب الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا الوصول إليهم.

وهناك أيضا مبادرات على نطاق أصغر لتوسيع نطاق شبكة الإنترنت بحيث تصل إلى الناس بلغات أخرى. فعلى سبيل المثال، تسّوق شركة ديولينغو نظامًا يدعو المستخدمين إلى تعلم اللغات الأجنبية، وهذا بدوره يساعد في ترجمة محتوى الإنترنت خلال تقدم معرفتهم. وقد أنشأت منظمة “صندوق الابتكار” منتدى التعليم الإلكتروني لتحسين القراءة والكتابة وتقديم المحتوى عبر الإنترنت بــ 12 لغة في غرب أفريقيا، بما في ذلك اللهجات المحلية المعرضة للزوال.