
“لا تهتم كثيرًا بمن تود أن تكون، بل اهتم واحرص أكثر على ما تريد القيام به”.
تلك هي النصيحة التي أسداها الرئيس أوباما والتي غالبًا ما ينصح بها الشباب الذين يتحدث إليهم، من بينهم الكثير من الشبان الأذكياء وذوي طموحات سياسية. يود منهم الرئيس أوباما أن يدركوا أن أية تغييرات مجتمعية يرغبون بإنجازها بمقدورهم أن يبدأوا العمل لتحقيقها من الآن، ويقول لهم: “ليس من الضروري أن تشغلوا منصبًا كي تفعلوا ذلك.”
الطموح مقابل التقاعس
في بعض بلدان العالم يبدي الشبان المتألقون اهتمامًا أقل بتبوء منصب سياسي لأنهم لا يثقون بالمؤسسات الحكومية والعامة.
هديل إبراهيم، مديرة مؤسسة مو إبراهيم، تساعد الشباب على تحقيق إمكاناتهم القيادية الخاصة. وإذ تشير إلى أنه في كثير من البلدان النامية حوالى نصف السكان هم دون سن 18، وفي كثير من الأحيان يكون الأشخاص الذين يشغلون مناصب سياسية أكبر سنًا، تقول إبراهيم إنه من الصعب أن تنشأ علاقات إرشاد طبيعية بين شاغلي المناصب السياسية المتقدمين في السن ونشطاء المجتمع المدني من الشباب.
في بعض بلدان أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، كما تشير إبراهيم، فإن متوسط عمر السياسيين هو 65 عامًا في حين يكون متوسط سن السكان المحكومين من قبل رجال السياسة هو 19 عامًا.
وفي كلمة لها يوم 22 تموز/يوليو الماضي، في مركز ولسون بواشنطن، ساقت إبراهيم حججًا لصالح أن يكون للشبان تأثير سياسي. ومما قالته للحضور: “في العقد المقبل سيكون بمقدوركم أن تفوزوا في الانتخابات دون أن يصوّت لكم أحد فوق سن 30 من العمر.”
وقالت إبراهيم إنه في البلدان التي تكون الأنظمة السياسية فيها بحاجة للإصلاح- ومن ضمنها تلك التي جرى حثها على التغيير لسنوات عديدة، دون أن يتغيّر شيء- “لستم بحاجة للانتظار، خذوا أنتم وعلى عاتقكم تغيير النظام بصورة مشروعة.”
وأوضحت إبراهيم أن التغيير لا بد أن يحدث إذا ما نظم الشباب صفوفهم وشكلوا مع أندادهم حركات يكون هدفها تحدي النظام وتغييره. وهي تعتبر أن استعادة الثقة بالسياسة تتطلب قياديين ملهمين، وعلى الشباب أن يتولوا زمام المبادرة لأن القيادة تميل لأن تكون ذاتية الإختيار.
وتعتقد إبراهيم، شأنها في ذلك شأن أوباما، أن العمل على قضية عزيزة على قلب المرء يشكل بداية طيبة. فمن كان ليقول إن باراك أوباما (عند التعرّف عليه وهو في سن التاسعة عشرة) سيصبح رئيسًا.