
منعت سلطات الإحتلال الروسية تتار شبه جزيرة القرم من إحياء الذكرى السنوية للترحيل الجماعي والقسري لأسلافهم الذي نفذه الزعيم السوفياتي جوزف ستالين. وذكر أنه سمح بتنظيم الفعاليات التي صادقت عليها السلطات فقط.
حتى العام 2014 ظل عشرات آلاف التتار يتجمّعون سنويا في الساحة المركزية بمدينة سيمفيروبول، عاصمة القرم، لإحياء ذكرى 18 أيار/مايو، وهو اليوم الذي أبعد ستالين فيه 230 ألف تتاري من شبه جزيرة القرم. وقد هلك الكثير منهم بعد وضعهم في عربات لنقل الماشية في طريقهم إلى منطقة جبال الأورال وسيبيريا وآسيا الوسطى. أما الناجون منهم، فقد عانوا الجوع والمرض والقمع. وقد مات حوالى نصفهم، جلهم من النساء والأطفال، في الفترة بين العامين 1944 و1947.
وتقول ناشطة حقوق الإنسان هليا كويناش، إنها المرة الثالثة التي يواجه فيها تتار شبه جزيرة القرم حظرًا ومضايقات بسبب إحيائهم ذكرى ضحايا جريمة ستالين.
وقد عبّرت الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي مجدّدًا عن قلقهما حيال تدهور وضع حقوق الإنسان في القرم. وفي هذا السياق قال دانيال بير سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا: “على روسيا أن تضع حدًا لقمعها لتتار القرم وجميع من هم ضحايا احتلالها.”
وأضاف بير: “إن اضطهاد الشعب التتاري في القرم ليس مجرّد حقيقة تاريخية بل هو الواقع في القرم التي تحتلها روسيا في يومنا هذا.”
وروسيا ترهب وتقمع نفس هذا الشعب في يومنا هذا، على الشكل التالي:
- جميع وسائل الإعلام التتارية المستقلة التي تعمل في القرم، باستثناء واحدة، أغلقت، ومن ضمنها تلفزيون ATR وهو أول قناة مخصّصة لتتار القرم.
- في شباط/فبراير اقتحمت السلطات الروسية منازل في قرى تتارية واعتقلت ما لا يقل عن 13 شخصًا، وأوقف أربعة نشطاء بتهم “إرهاب” ملفقة.
- يوم 26 نيسان/أبريل حظر ما يلقب بالمحكمة العليا للقرم “المجلس” وهو الهيئة الممثلة لجماعات الأقليات الإثنية وجرمّت التعبير السياسي للتتار، وفقًا لما جاء على لسان المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور.
- يوم 6 أيار/مايو الحالي، أغارت الشرطة على مسجد في القرم واحتجزت أكثر من 50 تتاري لعدم حملهم جوازاتهم.
تابع المحادثة عن أوكرانيا على الموقع@UnitedforUkr وسجل اسمك للحصول على تحديثات أسبوعية على United for Ukraine