إنك تملك بعض المال وتريد أن تجني أكثر منه. صحيح؟ بالطبع ترغب بذلك. ولكنك مهتم أيضًا بالعالم من حولك، وتريد أن تُحدث فرقًا. فماذا يمكنك أن تفعل؟

جين كيس لديها جواب: الاستثمار المؤثِّر. كانت كيس مسؤولة تنفيذية في شركة أميركا أون لاين (AOL) وهي ترأس اليوم مؤسسة كيس، التي تروّج لقوة الاستثمار في دفع عملية التغيير الاجتماعي قُدمًا. توضح كيس كيف يمكنك البدء بالاستثمار المؤثِّر- وتغيير العالم في الوقت نفسه الذي تكسب فيه المال.

شركات مثل ريفوليوشن فودز التي تصنع وجبات طعام مدرسية صحية، تستخدم أموال المستثمرين في حل مشاكل اجتماعية (Courtesy photo)

ما هو الاستثمار المؤثر، وما سبب أهميته؟

الاستثمارات المؤثِّرة تولّد تأثيرًا اجتماعيًا وبيئيًا، بالإضافة إلى العائدات المالية. كنا نعتقد منذ أمد طويل أن روّاد الأعمال والأسواق يمكنهما أن يزيدا بدرجة هائلة الابتكار اللازم للتصدّي لبعض التحديات الأكثر إلحاحًا في عالمنا.

كيف دخلت إلى عالم الاستثمار المؤثِّر؟

منذ الأيام الأولى لمزاولتنا الأعمال، وبناء شركة أميركا أون لاين (AOL)، أدركنا أنا وزوجي ستيف الدور الذي يمكن أن يلعبه روّاد الأعمال في جعل عالمنا مكانًا أفضل. حملنا تلك الفلسفة معنا عندما أصبحنا مستثمرين. لذلك كنا منجذبين بصورة طبيعية نحو الفرص الاستثمارية التي كانت تُظهر إمكانية تحسين المجتمع ومعالجة المشاكل الكبيرة.

ما الذي يجعل الاستثمار المؤثر خيارًا جذابًا؟

الاستثمار المؤثر يتيح للناس دعم الشركات التي تتماشى مع قيمهم. كما يتيح لنا زيادة التأثير الاجتماعي من خلال ما هو أكثر من قيمة أموالنا الخيرية. وبتنا نرى بشكل متزايد أن بإمكانه أن يكون مربحًا. هناك تراكم متزايد من الأبحاث التي تظهر أن ليس هناك من سبب يجعل الاستثمارات المؤثِّرة تحقق عائدات أقل من تلك السائدة في السوق. وجدت إحدى الدراسات أن الاستثمارات المؤثرة كان لها أداء مماثل أو أفضل من الاستثمارات التقليدية خلال الفترة نفسها.

Impact Investing Sectors_Arabic
(State Dept./Jamie McCann)

أين تجدين أكبر الإمكانيات للاستثمارات المؤثرة؟

الاستثمارات المؤثرة تزداد عددًا، في جميع المناطق والصناعات، بدءًا من الطاقة النظيفة وصولًا إلى الخدمات المالية. ونحن نرى شركات جديدة مثيرة للاهتمام عبر أنحاء العالم تقوم بإيجاد طرق جديدة لحل مشاكل قديمة. فهناك شركات مثل ريفوليوشن فودز، التي تزوّد وجبات غذاء محلية صحية للطلاب في 1000 مدرسة في الولايات المتحدة أو شركة دي لايت (d.light)، التي تخدم الزبائن في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية الذين يفتقرون إلى إمكانية الوصول إلى شبكة الطاقة الكهربائية. تتواصل هذه الشركات مع المجتمعات الأهلية التي تُترك عادة على الهامش بينما يسير الابتكار قدمًا.

ما الذي ينبغي أن يسعى إليه المستثمرون في شركة؟

ليس هناك تعريف مثالي للشركة المؤثِّرة. ولكن بصورة عامة، يجب على المستثمر البحث عن ثلاث خصائص رئيسية، هي: النيّة، والقياس، والشفافية. يجب أن يكون للشركة أو صندوق التمويل الذي تستثمر فيهما نيّة واضحة لخلق تأثير اجتماعي علاوة على العائدات المالية. وعليها أن تكون ملتزمة بقياس هذا التأثير. كما ينبغي أن تكون شفافة حول تلبيتها لأهداف التأثير والأهداف المالية.

سوف تكون للشركات الفائزة أيضًا هيكلية توضح أن ما هو مفيد للأعمال التجارية مفيد أيضًا للتأثير. لنأخذ، على سبيل المثال، أكاديميات بريدج الدولية. تزوّد هذه الأكاديميات تعليمًا عالي الجودة مقابل 5 دولارات شهريًا للعائلات في أفريقيا الذين يعيشون على أقل من دولارين يوميًا. كل عائلة جديدة تصبح زبونًا لأكاديميات بريدج تمثل إيرادات إضافية وتأثيرًا اجتماعيًا متزايدًا. أو شركات “اشتري قطعة، واعط قطعة” مثل شركتي تومز أو واربي باركر التي تمكِّن تحقيق تأثير أكبر مع كل منتج يباع.

من الذي يستطيع أن يكون مستثمرًا مؤثرًا؟

أيًا كان. عندما يفكر معظم الناس بالمستثمرين المؤثرين، فإنهم يفكرون بالشركات الكبيرة مثل غولدمان ساكس التي بدأت ممارسة الاستثمار المؤثر خلال السنوات القليلة الماضية. غير أن هناك أيضًا فرصًا للمستثمرين العاديين. فهم يديرون سلسلة كاملة بدءًا من الصناديق الاستثمارية المسؤولة اجتماعيًا إلى منتدى (Kiva ) للإقراض، الذي يتيح للمستثمرين بدء العمل بأقل من 25 دولار. ومثله مثل أي شكل آخر من أشكال الاستثمار، يبدأ الصندوق بالتعرّف على السوق والاعتماد على المشورة العملية والبيانات. ولهذا السبب أصدرنا مؤخرًا الدليل مختصر للاستثمار المؤثر.