لم تتوقف أعمال داعش الوحشية عند القتل والتهجير في العراق وسوريا، وإنما طالت منابر الثقافة والعلوم في تلك الدول، فقد قام داعش في الأسابيع الماضية، بعملية حرق لآلاف الكتب في الفلسفة والقانون والشعر والعلوم في الموصل شمال العراق. وقام داعش مؤخرًا بتفجير مكتبة الموصل المركزية وحرق محتوياتها التي تضم أكثر من 10 آلاف كتاب ومخطوطة بالإضافة إلى مكتبات ومتاحف ومراكز ثقافية أخرى.
وفقًا لبيان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” فإن عملية حرق الكتب تعتبر واحدة من أكبر أعمال التدمير المتعمدة للكتب في تاريخ البشرية. فإضرام النيران في المكتبات تمثل خطوة أخرى لداعش باتجاه التطهير الثقافي والتدمير المنهجي للتراث واضطهاد الأقليات مما يؤدي إلى تدمير التنوع الثقافي في العراق ولحضارة من أقدم الحضارات في تاريخ البشرية.
من جانبها تقوم الحكومة الأميركية من خلال صندوق السفراء الأميركيين للحفاظ على التراث الثقافي بدعم مشاريع وترميم وصيانة المعالم الثقافية في العالم ومن بينها العراق، إلى جانب مصادر التمويل الأخرى المخصصة لدعم التراث الثقافي العراقي، ومن ضمنها صندوق العراق. يدير صندوق السفراء الأميركيين للحفاظ على التراث الثقافي مركز التراث الثقافي في مكتب الشؤون التعليمية والثقافية الذي يدعم مهام الشؤون الخارجية بوزارة الخارجية التي لها علاقة بالمحافظة على التراث الثقافي. يتولى المركز أيضًا تنفيذ المسؤوليات الأميركية المتضمنة في معاهدة اليونسكو للعام 1970 التي هدفت إلى تخفيض عمليات النهب والاتجار غير المشروع بالملكية الثقافية.
وقد عبرت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، عن قلقها العميق بخصوص الأخبار الواردة في العديد من وسائل الإعلام عن إضرام النيران في آلاف الكتب وفي المتاحف والمكتبات والجامعات، في مدينة الموصل بالعراق.
فقالت: “إن هذه الحرائق المتعمدة ضد الكتب تمثل مرحلة جديدة في التطهير الثقافي الذي يرتكب في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المتطرفة المسلحة في العراق”. وأضافت “إن حرق الكتب بالإضافة إلى التدمير المنهجي للتراث واضطهاد الأقليات أمور تهدف إلى تدمير التنوع الثقافي الذي هو روح الشعب العراقي. وأشارت بوكوفا إلى أن ” حرق الكتب يمثل اعتداءً على المعرفة والثقافة، والذاكرة، كما شوهد في في تمبكتو، بحرق المخطوطات في مركز أحمد بابا. إن مثل هذا العنف مشروع تعصب، وهو يستهدف حياة البشر والإبداع الفكري على حد سواء. أنشئت اليونسكو قبل 70 عاما لمكافحة هذا النوع من العنف، من خلال التعليم، والعلم والثقافة واستخدام أدوات الحوار والسلام. إن هذا الدمار تذكير قاس بأنه ينبغي على دول العالم أن تظل متحدة من أجل القضاء على مثل هذا التعصب اليوم”.
أما عن ردود الفعل العربية ، فقد ندد الإعلام العربي والمغردون عبر تويتر بأعمال داعش الإجرامية وتدميرها لمخطوطات نادرة وكتب ثمينة مما يؤدي إلى محو تراث تناقله العراق عبر أجيال. إليكم بعض ردود أفعال العالم العربي ووسائل الإعلام العربية عبر تويتر :
كتبت جريدة الشاهد اليومية عبر موقعها في تويتر التغريدة التالية:
ونشر أحد المدونين العرب التغريدة التالية :
ونشر موقع داعش تجار الدم والنفط الذي يوثق جرائم داعش التغريدة التالية:
ونشر موقع أخبار أمن المعلومات تغريدة تنقل خبر حرق داعش لمكتبة الموصل