من بين 20 ألف متقدم لمسابقة ترعاها وكالة ناسا مخصصة للطلاب، برز الطالب غافين فاسانداني. فالفتى البالغ من العمر 15 عامًا، والذي يدرس في مدرسة ثانوية بدولة الإمارات العربية المتحدة، بنى تجربة لاختبار مواد مركبة فضائية. والآن، ستقوم وكالة ناسا بإطلاق مشروعه والمشاريع الأخرى للطلاب الفائزين إلى أغوار الفضاء.

يأتي فوز فاسانداني خلال مرحلة من العلاقات الوثيقة بين وكالتي الفضاء الإماراتية والأميركية. ففي العام 2016، تعهد البرنامج الفضائي لكل بلد من البلدين بالعمل معًا على إعداد وإرسال بعثات مستقبلية إلى كوكب المريخ.

يقول خليفة الرُميثي، رئيس وكالة الفضاء الإماراتية، “إن الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية حليفان عريقان ولديهما علاقات اقتصادية وثقافية ودبلوماسية عميقة.”

تقدم التجارب الفضائية فوائد تتجاوز التقدم العلمي. يقول الرميثي، “إن قطاع الفضاء عامل محفز للتنمية والتنويع الاقتصاديين، وخلق فرص عمل، وتمكين العلماء والمهندسين من أن يصبحوا قادة في صناعة يمكن أن تجلب منافع ضخمة لحياتنا اليومية.”

قد يكون أحد هؤلاء القادة المستقبليين جاهزًا بالفعل. تسمى المسابقة التي دخلها فاسانداني مكعبات في الفضاء (Cubes in Space)، وهي عبارة عن تعاون بين شركة غير ربحية (Idoodledu Inc.)، ووكالة ناسا، وشركاء آخرين. ويمكن للطلاب من جميع أنحاء العالم اقتراح وبناء تجارب للطيران الفائق الارتفاع. وسيقوم فاسانداني و99 فائزا آخر بإرسال تجاربهم التي ستحلّق في الفضاء على متن منطاد أو صاروخ علمي لوكالة ناسا في شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر من هذا العام.

أعلاه، تغريدة على موقع تويتر من مسابقة مكعبات في الفضاء، تقول: سيتم إطلاق المهمة في 14 آب/أغسطس من مرفق كولومبيا لمناطيد التجارب العلمية التابع لوكالة ناسا في فورت سومنر بولاية نيو مكسيكو. يُرجى إرسال المكعبات حتى 27 تموز/يوليو. راجع بريدك الإلكتروني إذا لم تكن قد أرسلتها بالفعل!

ما هو الجزء الصعب؟ يجب أن يتأكد الطلاب من أن كل مشروع يتناسب مع مكعب حجمه 40 مليمترا.

ماذا يوجد في المكعب؟

إليكم ما توصل إليه فاسانداني: اختبار لمواد متعددة لمركبة فضائية بطبقات من الأنابيب الكربونية المتناهية الصغر ذات التقنية العالية. وتتمثل آماله في أن مواد الطلاء ستساعد يومًا ما في حماية رواد الفضاء والمعدات من الإشعاعات المقاسية التي تنبعث من الفضاء الخارجي.

في حديث لصحيفة خليج تايمز، قال فاسانداني لقد كان من المثير جدًا أن يتلقى إشعارًا يفيد باختيار تجربته. ستطير عينات مركباته الفضائية المطلية على ارتفاع 40 ألف متر فوق سطح الأرض على متن منطاد للتجارب العلمية لوكالة ناسا.

وأضاف فاسانداني للصحيفة بأنه استمد الإلهام من بعثة المريخ الإماراتية، حيث تعتزم دولة الإمارات إطلاق مركبة فضائية في العام 2020 لدراسة الكوكب المجاور للأرض. وعند إطلاقها، ستصبح أول بعثة يرسلها بلد عربي إلى كوكب المريخ.

في الرحلات التي تستغرق مسافات طويلة مثل تلك الرحلة والتي تدور خارج المجال المغناطيسي الواقي للأرض، تعتبر الحماية من الإشعاع الفضائي أمرًا حيويًا. ويمكن أن تقدم تجربة فاسانداني أدلة حول كيفية جعل استكشاف الفضاء العميق أكثر أمانًا للمستكشفين في المستقبل.

منذ العام 2014، ساعدت مسابقة مكعبات في الفضاء (Cubes in Space) على طيران أكثر من 600 تجربة قام الطلاب بتصميمها في 57 دولة.

إذا كنت مهتما بالمشاركة، فقم بزيارة الموقع الإلكتروني (cubesinspace.com) وسيساعدك أن يكون لديك مثل ما كان لدى فاسانداني: الخيال ومعلم جيد.

قال فاسانداني، “لقد كان أستاذ العلوم يشجعني دائمًا على الإيمان بأحلامي.”