يمكن للمحاصيل المعدّلة وراثيًا أن تقاوم الفيضانات أو حالات الجفاف. وإليكم الكيفية.

Corn plants (© Cornell Alliance for Science)
محصول الذرة الذي يتحمل الجفاف، وهو محصول معدّل وراثيًا، يزدهر في تنزانيا. (© Cornell Alliance for Science)

هذه هي المقالة الثانية من سلسلة تتألف من جزئين عن الزراعة الذكية مناخيًا. كانت المقالة الأولى عن الكيفية التي يمكن بها للتكنولوجيا الزراعية أن تبطئ تغير المناخ.

هناك تقرير جديد صادر عن الأمم المتحدة يدق ناقوس الخطر بشأن تغير المناخ، إذ يحذر من أن الحرائق والحرارة الشديدة والأمطار الغزيرة والجفاف ستصبح حوادث منتظمة ما لم يتخذ العالم إجراء سريعا.

ويستعد بعض المزارعين عن طريق زراعة المحاصيل المعدلة وراثيا التي تزدهر على الرغم من موجات الجفاف التي يمكنها أن تجفف الحقول والفيضانات التي يمكن أن تدمر الأراضي وتلحق الضرر بالنباتات.

وقالت سارة إيفانيغا، مديرة تحالف كورنيل للعلوم والأستاذة في معهد بويس تومسون، من المؤسف أن الزراعة نفسها يمكن أن تضر بالمناخ من خلال إزالة الأشجار وتآكل التربة واستخدام الآلات التي تنبعث منها غازات الاحتباس الحراري. ولكنها أضافت أنه يمكننا استخدام أدوات الهندسة الوراثية لمعالجة هذه الإهانات للبيئة وخلق محاصيل أكثر خضرة ومرونة مع تغير المناخ.

تحتاج الذرة إلى كمية كبيرة من المياه كي تزدهر. ولكن العديد من المزارعين الأميركيين في المناطق الأكثر جفافا يزرعون الآن أنواعا من الذرة تتميز بمقاومتها للجفاف. فبعد زراعة البذور المعدلة وراثيا والمزودة بهذه السمة، يستخدم المزارعون حراثة الحفاظ على التربة (وهي طريقة تحافظ على التربة والمياه والطاقة) للحد من أضرار المناخ والري لتحسين الغلة، وفقا لوزارة الزراعة الأميركية.

وقالت إيفانيغا إن بعض المحاصيل في جنوب أفريقيا معدلة وراثيًا لتكون قادرة على تحمل الجفاف ومقاومة الحشرات، ما يجعلها تمنع دودة الحشد الخريفية التي تدمر نبات الذرة في جميع مراحل تطوره.

وقال آدم كورنيش، المستشار الزراعي بوزارة الخارجية الأميركية، إن مثل هذه المحاصيل تساعد المزارعين في الحصول على عائد أفضل على استثماراتهم. وأضاف أنه “عندما يكون لدى المزارع قدرة أفضل تجعله يقول ’إن ما فعلته سيؤدي إلى شيء يمكنني بيعه‘، فسيؤدي ذلك دائمًا إلى تحسين ظروفهم بشكل عام.” ومن المعلوم أن الدخل الأفضل للمزارعين وعمال المزارع يؤدي إلى مساعدة اقتصادهم المحلي بشكل عام.

Farmers harvesting rice in flooded field (© Nguyen Huy Kham/Reuters)
مزارعون يحصدون الأرز في حقل غمرته الفيضانات في نينه بينه بفيتنام بعد هطول أمطار غزيرة في العام 2017. (© Nguyen Huy Kham/Reuters)

الأرز الذي يتحمل الفيضانات، والذي يُزرع في جنوب شرق آسيا، مصمم وراثيًا للبقاء على قيد الحياة في الفيضانات التي عادة ما تدمر المحاصيل. وفي الولايات المتحدة، يبحث العلماء في الغالب عن فول الصويا والحبوب (بما في ذلك الأرز والذرة والقمح) لتطوير أصناف مقاومة للفيضانات، كما تقول إندانغ سبتينينغسيه من جامعة تكساس إيه أند إم. وحذرت من أنه قد يمر عقد من الزمن قبل أن يصبح المزارعون قادرين على استخدام أي صنف جديد.

ولا يزال الخبراء يأملون في أن تساعد الهندسة الوراثية على مواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ وما يسببه من جفاف وفيضانات يتكرر حدوثها.