
تمنح مؤسسات التعليم العالي الأميركية للدارسين فيها مناهج أكاديمية ودرجات علمية قيمة. تعد الكليات والجامعات المعروفة تاريخيا بأنها للسود من بين الخيارات الجيدة جدًا التي يمكن أن يفكر فيها بجدية المتقدمون المحتملون للدراسة الجامعية.
تعترف وزارة التعليم الأميركية بـ101 مدرسة ككليات وجامعات معروفة تاريخيا بأنها للسود. تأسست جميعها قبل العام 1964، عندما حرّم قانون الحقوق المدنية التمييز، في المقام الأول من أجل تعليم الطلاب الأميركيين من أصل أفريقي، الذين لم يكونوا موضع ترحيب في كثير من الأحيان في الجامعات البيضاء.
تشكل هذه الكليات والجامعات، المعروفة أيضا بأنها كليات وجامعات للسود تاريخيا 3٪ فقط من مؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة، ومع ذلك فهي تعلم 10٪ من جميع طلاب الجامعات السود. (يمكن للطلاب من جميع الأعراق الالتحاق بهذه الكليات والجامعات المعروفة تاريخيًا بأنها للسود) في كثير من الحالات، ترفع هذه الجامعات والكليات المخصصة للسود الخريجين إلى مصاف الطبقة الوسطى، وفقا لتقرير العام 2021 الصادر عن المنظمة الخيرية ’يونايتد نيغرو كوليدج فاند (ملف بي دي أف بحجم 1.8 ميغابايت: United Negro College Fund)
على مدى العقود الأخيرة، ترك خريجو الكليات والجامعات المعروفة تاريخيًا بأنها للسود بصمات دائمة في كل مناحي حياة المجتمع. إذ تخرجت الراحلة كاثرين جونسون، عالمة الرياضيات الشهيرة في ناسا التي تم تخليد ذكرها في الفيلم الشهير الواسع الانتشار شخصيات مخفية (Hidden Figures)، من جامعة ولاية وست فرجينيا. كما تخرجت نائبة الرئيس الأميركي كمالا هاريس من جامعة هوارد. وتخرج زعيم الحقوق المدنية جيسي جاكسون من جامعة ولاية نورث كارولينا للتقنية الزراعية (A&T).
في مجال الترفيه، تخرج مؤلف موسيقى R&B والحكم في برنامج أميركان أيدول ليونيل ريتشي من جامعة توسكيجي. وتخرج سبايك لي، المخرج السينمائي الغزير الإنتاج المرشح لجائزة الأوسكار والذي تركز أفلامه في المقام الأول على التجربة الأميركية السوداء، من كلية مورهاوس. ودرست الروائية أليس ووكر الحائزة على جائزة بوليتزر بكلية سبيلمان.
في ما يلي بعض الخريجين البارزين من الكليات والجامعات المعروفة تاريخيًا بأنها للسود.
مارتن لوثر كينغ جونيور

تخرج مارتن لوثر كينغ جونيور، زعيم الحقوق المدنية الحائز على جائزة نوبل، من كلية مورهاوس. هناك أصبح يرى الدين كمحفز قوي للتغيير الاجتماعي. وواصل تكريس حياته للنضال السلمي اللاعنفي من أجل المساواة العرقية في الولايات المتحدة.
كانت قيادته بمثابة قوة دافعة وراء سن قانون الحقوق المدنية للعام 1964 وقانون حقوق التصويت للعام 1965.
كومون (Common)

كومون (Common) هو الاسم المسرحي لوني رشيد لين، أول مغني راب يفوز بجائزة غرامي وأوسكار وجائزة إيمي. التحق مغني الراب الواعي اجتماعيا بجامعة فلوريدا الزراعية والميكانيكية (“Florida A & M” أو “FAMU”) قبل تأسيسCommon ground Foundation أو مؤسسة الأرضية المشتركة لدعم تعليم الشباب وقيادتهم. وفي الآونة الأخيرة، أطلق منظمة تسمى (Imagine justice) “تخيل العدالة”، وهي منظمة غير ربحية تركز على وقف تجريم الفقر.
إيفلين هاموندز

إيفلين هاموندز، خريجة كلية سبيلمان، أستاذة متميزة للدراسات الأفريقية والأفريقية الأميركية في جامعة هارفارد. قبل هارفارد، درست في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وأسست مركز المعهد لدراسة التنوع في العلوم والتكنولوجيا والطب. وفي العام 2014، اختارها الرئيس باراك أوباما آنذاك للعمل في لجنته الاستشارية للتميز التعليمي للأميركيين الأفارقة.
جيري رايس

بدأ جيري رايس، المدرج في سجل قاعة مشاهير الدوري الوطني لكرة القدم، اللعب في جامعة ولاية وادي المسيسيبي، وتخرج في العام 1984، ولعب 20 عاما في الدوري الوطني لكرة القدم. بحلول الوقت الذي تقاعد فيه من فريق سان فرانسيسكو فورتينانيرز، كان قد حقق 38 رقما قياسيا كمحترف. ولا يزال لاعب خط الوسط المتقاعد يحتفظ بالعديد من السجلات الجامعية، بما في ذلك أكبر عدد من النقاط في مسيرته المهنية (310) وأكبر عدد من تسجيل الأهداف في مباراة واحدة (خمسة).
ديفيد ساتشر

شق الدكتور ديفيد ساتشر، مدرس ومدير بكلية الطب، طريقه في تسعينيات القرن العشرين كأول جراح أميركي عام من السود خلال إدارة الرئيس بيل كلينتون. تحدث عن استخدام التبغ وعمل على القضاء على الفوارق القائمة على العرق في الرعاية الصحية. وقبل ذلك، أدار ساتشر، خريج كلية مورهاوس، المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
أوبرا وينفري

قبل برنامجها الحواري الذي يحمل اسمها، حصلت أوبرا وينفري على شهادة جامعية من جامعة ولاية تينيسي. وقد أدى عملها لمدة 25 عامًا كمضيفة برنامج حواري إلى تعزيز سمعتها في تشكيل الذوق العام وكناقدة أدبية ومحاورة موهوبة. تم اختيارها ضمن المرشحين لجائزة الأوسكار في العام 1986 كممثلة مساندة في فيلم ’ اللون الأرجواني‘ (The Color Purple)، كما تم ترشيح فيلم ’سِلما‘ (Selma) الذي شاركت في إنتاجه لجائزة الأوسكار لأفضل تصوير سينمائي في العام 2014. وقد أصبحت أول امرأة سوداء تظهر على قائمة البليونيرات بمجلة فوربس في العام 2003.
الكليات والجامعات المعروفة تاريخيًا بأنها للسود هي جامعات مدتها أربع سنوات وكليات أهلية مدتها سنتان. وهي تشمل كل شيء من كليات القانون والطب إلى الكليات والمعاهد التي تمنح درجات علمية في الفنون الحرة أو اللاهوت. في أيار/مايو، أعلن الرئيس بايدن عن تمويل قياسي بلغ 2.7 بليون دولار أميركي مخصص للكليات والجامعات المعروفة تاريخيًا بأنها للسود، وهو تمويل فيدرالي يشير إلى التزام الإدارة الأميركية بمهام الكليات والجامعات نحو تعزيز التميز الأكاديمي وتوفير الفرص للطلاب السود.
الطلاب الدوليون المهتمون بالدراسة في الولايات المتحدة غالبًا ما يبحثون عن إرشادات من شبكة ’التعليم بالولايات المتحدة الأميركية‘(EducationUSA) التابعة لوزارة الخارجية الأميركية والتي تضم مراكز استشارية في أكثر من 175 دولة ومنطقة.