بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر، الأميركيون رأوا أفضل وجه للإنسانية

في أعقاب هجمات أيلول/سبتمبر 2011 الإرهابية التي وقعت في نيويورك وفرجينيا وبنسلفانيا، هرعت الدول، حكوماتٍ وشعوبًا، والناس، أفرادًا وجماعاتٍ، من جميع أنحاء العالم إلى مد يد العون إلى أميركا.

والآن، وبعد ستة عشر عامًا، تُعرض مسرحية موسيقية ناجحة في برودواي تُسلّط الضوء على التعاطف والدعم اللذين حظي بهما الأميركيون بعد تلك الهجمات.

مسرحية “المجيء من بعيد” (Come From Away) تتحدث عن قصة 6600 مسافر جوًا هبطت بهم الطائرات التي كانت تقلهم في نيوفاوندلاند بكندا، بعد أن تم إغلاق المجال الجوي الأميركي في 11 أيلول/سبتمبر 2011. وكان وصولهم إلى بلدة غاندر، وهي بلدة يقطنها حوالى 10 آلاف نسمة، جزءًا من عملية الشريط الأصفر، (Operation Yellow Ribbon)، وهي استجابة كندا لتحويل الطائرات غير القادرة على الهبوط في وجهاتها الأميركية.

Cast members of play taking selfie onstage (© Walter McBride/WireImage via Getty Images)
الممثلون في مسرحية برودواي الموسيقية “المجيء من بعيد”، يؤدون العرض في مدينة نيويورك. (© Walter McBride/WireImage via Getty Images)

احتلت المسرحية الموسيقية عناوين الأخبار فى آذار/مارس الماضي عندما حضر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو مع مستشارة الرئيس إيفانكا ترامب والسفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي. وقال ترودو بعد مشاهدة المسرحية الموسيقية، “إن العالم لا بد أن يعرف ما معنى أن نتكئ على بعضنا البعض ونكون موجودين سندًا لبعضنا البعض خلال أحلك الأوقات.”

الهدف المتجدد

كيفن تيرف كان واحدًا من الأميركيين الذين تقطعت بهم السبل في بلدة غاندر في العام 2001، وكانت قصته واحدة من القصص العديدة التي تناولتها المسرحية.

Close-up of Kevin Tuerff (© Chris So/Toronto Star via Getty Images)
كيفن تيرف (© Chris So/Toronto Star via Getty Images)

قال تيرف، الذي سُردت قصته في كتابه “قناة السلام” (Channel of Peace)، “إن هذه قصة عن التراحم والتعاطف، وكيف نتعامل مع الغرباء.”

وأضاف “إنها قصة جميلة لما فعلته بلدة غاندر الصغيرة، نيوفاوندلاند، في ذلك اليوم المروّع. لقد أظهروا لنا أفضل وجه للإنسانية.”

عندما عاد تيرف من غاندر إلى منزله في ولاية تكساس، أطلق مشروع (Pay It Forward 9/11) كوسيلة للتعافي مما حدث في ذلك اليوم. وقال تيرف، “لقد أغلقتُ مشروعي التجاري الصغير الذي يضم 40 شخصًا وأعطيتُ كل واحد منهم مئة دولار للقيام بأعمال خير تجاه الغرباء في المجتمع، ثم العودة والتحدث عنها.” ومنذ ذاك الحين، أصبحت عادة يداوم عليها كل عام.

أوجه التضامن

وردت قصة تيرف في متحف نيويورك التذكاري للحادي عشر من أيلول/سبتمبر، حيث يقوم معرض جديد (Seeds of Service) بتكريم العشرات من المؤسسات والمنظمات لعملهم الإيجابي استجابة لأحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر.

والمتحف، مثله مثل الكتاب والمسرحية الموسيقية المعروضة في برودواي، يُعتبر بمثابة تذكير أنه في الأيام التي تلت الهجمات، أتت كل صنائع الكرم وأشكال التعاطف من كل ركن من أركان العالم.

وانضم الحلفاء والمعارضون على حدٍ سواء في الإدلاء بتصريحات التضامن والتآزر.

وكان البابا يوحنا بولس الثاني من بين أول من بعثوا برسائل إلى الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش. وعلى الرغم من العلاقات الدبلوماسية المتوترة، قدمت كل من إيران وكوريا الشمالية تعازيهما. وبالإضافة إلى كندا، عرضت عدة بلدان، بما فيها كوبا، فتح مجالها الجوي أمام الطائرات التي تحتاج إلى مكان للهبوط.

Colorful illustration of African cows (Thomas Gonzalez)
كتاب الأطفال “أربعة عشر بقرة لأميركا” يحكي قصة قبيلة ماساي في كينيا التي أرادت إرسال قطيع من الماشية المقدسة تعاطفًا مع الولايات المتحدة. (Thomas Gonzalez)

كما انضم المواطنون إلى الحكومات لتقديم الدعم:

  • رجال الإطفاء المجريون لصقوا الشرائط السوداء على شاحناتهم حدادًا على الضحايا.
  • مسيرات الشموع الليلية خرجت من كل حدب وصوب وفي أماكن بعيدة مثل غرينلاند وأذربيجان.
  • مئات المواطنين تجمعوا في مركز بروكسل التجاري العالمي في بلجيكا.
  • هيئة البريد الوطنية السويسرية أرسلت جميع الرسائل والطرود الصغيرة إلى الولايات المتحدة مجانا لمدة يوم واحد بعد الهجمات.
  • صحيفة لوموند الفرنسية نشرت افتتاحية بعنوان (Nous sommes tous Américains)، “نحن جميعًا أميركيون”.

كتب هذا المقال الكاتب المستقل مايف ألسوب.