مؤسّسة ماكارثر تمنح جوائز جديدة مخصّصة للعباقرة

كاتب المسرحيات براندن جيكوبز جنكينز نال إشادات لمؤلفاته الدراماتيكية الرصينة والمثيرة. (John D. and Catherine T. MacArthur Foundation)

هل بإمكانك معرفة ما إذا كان شخص ما عبقريًا في حال التقيت به؟

تكرّم مؤسّسة جون وكاثرين ماكارثر، التي تتخذ من شيكاغو مقرًا لها، سنويًا العديد من العباقرة. إذ تقدم هذه المؤسّسة منحًا لأشخاص في تخصّصات ومجالات علمية وأكاديمية مختلفة ممن تعتقد أنهم يستوفون التعريف المعجمي للعبقري، وهو تمتّع المرء بقدر من الذكاء الفكري والإبداعي الاستثنائي الذي يمنحه القدرة على تحقيق منجزات عملية أو علمية باهرة في حقل من الحقول.

وقد أعلنت المؤسّسة يوم 22 أيلول/سبتمبر الجاري عن أسماء 23 “زميلا” فائزا بجوائز العباقرة ومنحت كلا منهم مبلغ 625 ألف دولار يتم صرفها على مدى خمس سنوات بدون أية شروط. وقد تلقى أكثر من 900 شخص هذه المنح منذ العام 1981.

ومن بين المكرّمين في العام 2016 الكاتب المسرحي براندن جيكوب جنكينز الذي يخوض في مواضيع شتى مثل الهوية والعائلة والعرق والطبقة الاجتماعية، والكاتب جين لوين يانغ الذي تستهدف مؤلفاته في المقام الأول الراشدين الشباب، والشاعرة كلوديا رانكين اشتهرت بكتابها “المواطن: قصيدة أميركية” وهو نسيج من الأشعار والنثر والصور التي تتناول العنصرية.”

وقد استأثر الفائزون  بانتباه المؤسّسة عن طريق مجموعة من المرشّحين. وهم لا يتقدمون بطلبات للحصول على الأموال ولا يتم إبلاغهم بأنه وقع الاختيار عليهم إلا قبل الإعلان عن الجوائز بفترة قصيرة. والفكرة الكامنة وراء المنح هي إعطاء الأشخاص الذين يتمتعون بإبداعية استثنائية المرونة للمضي قدمًا في تعزيز ومواصلة أفكارهم ومشاريعهم.

Video artist Mary Reid Kelley in front of mirror, painting her face in black and white (John D. and Catherine T. MacArthur Foundation)
فنانة الفيديو ماري ريد كيلي تجهز نفسها للعب دور شخصية في إنتاج مسرحي. (John D. and Catherine T. MacArthur Foundation)

وقد ألف جيكوب جنكينز، البالغ من العمر 31 عامًا، كتابين بعنوان (Appropriate and Octoroon) “المناسب” و”أكتورون” (الشخص الذي يكون من العرق الأسود بنسبة الثمن). وقد رشّح الثاني للفوز بجائزة أوبي كأفضل مسرحية أميركية مستجدة، كما أن عمله الدرامي الساخر “غلوريا” حلّ في القائمة النهائية للمرشحين بجائزة بوليتزر للدراما في 2016. وكان يانغ، 43 عامًا،  قد حاز على شهرة لأول مرة لروايته النابضة “الصيني المولود في أميركا” التي أصبحت في العام 2006 أول رواية من نوعها ترشح لجائزة الكتاب القومية.

في رسالة إلكترونية إلى وكالة أسوشييتد بريس أعرب يانغ عن أمله بأن يمكّنه مبلغ المنحة أن يحصل على فسحة عمل خاصة وقال: “عمليًا، لم يكن لدي إستديو لفترة طويلة وخلال السنوات القليلة الماضية كنت أمارس نشاطي في المقاهي المحلية وفي إحدى زوايا غرفة نومي.”

كما منحت المؤسّسة منح العبقرية للكاتبتين ماغي نلسون وسارة ستيلمن، والموسيقار جوليا وولف وفنانة المسرح والمربية آن باستينغ، والجيوبيولوجية فيكتوريا أورفن.

وتسخّر باستينغ قص الروايات والتعبير الخلاق لرفع شأن حياة المسنين الذين يعانون من فقدان الذاكرة، مشدّدة على إمكانيات الشيخوخة وتحدياتها.

وتتابع أورفن دراساتها حول كيف تتفاعل الميكروبات مع البيئات وتؤثر على المناخ.

Two women in front of open water tanks, examining water sample in glass beaker (John D. and Catherine T. MacArthur Foundation)
الجيولوجية فيكتوريا أورفن تجري فحوصات مجهرية في مختبر في الهواء الطلق بكاليفورنيا. (John D. and Catherine T. MacArthur Foundation)

كما اختارت المؤسّسة غيرهم مثل مؤرخة الفنون كيلي جونز التي تركز أعمالها على فنانين سود مهملين، وعالم الأحياء مانو براكاش الذي صنع مجهرًا قيمته دولار واحد ويستخدم حاليًا في 130 بلدًا ليساعد في تحديد الأمراض المعدية؛ وعالم اللغات داريل بولدوين الذي يسعى لتنشيط التراث الفكري لهنود قبيلة ميامي أو مياميا؛ وفنانة الفيديو ماري ريد كيلي التي تستكشف صورها ظروف النساء طوال التاريخ البشري.

وكان من بين الذين نالوا جوائز المبدع في مجال الخدمات المالية هوزي كينيونيز، ومحامي حقوق الإنسان أهيلان أرولانانثام، وعالمة الأحياء الدقيقة دايان نيومن، والمهندسة الحيوية ريبيكا ريتشاردز-كورتوم، وعالمي الكمبيوتر سوبهاس خوت وبيل ثايس، وعالم الكيميائيات الإصطناعية جين كوان يو، والنحات فينسنت فاكتو، والمؤرخ الثقافي جوش كون، والكاتبة لورين ريدنيس وصانعة المجوهرات والنحاتة جويس سكوت.

المحررة في موقع شيرأميركا، لورين مونسن ساهمت في كتابة هذا المقال.