تكنولوجيا إسرائيلية تساعد على ريّ عطش ولاية كاليفورنيا للمياه

استطاعت ولاية كاليفورنيا، أكثر الولايات الأميركية اكتظاظًا بالسكان، الخروج من حالة جفاف شديد استمر لعدة سنوات، من خلال القليل من المساعدة التي قدمها خبراء تكنولوجيا المياه فى إسرائيل.

كانت كاليفورنيا تواجه حالة من الجفاف الشديد للمرة الثانية خلال عقد من الزمن عندما طلب حاكم الولاية، جيري براون، المساعدة من إسرائيل. وقال براون فى إعلانه عن اتفاق أبرم في العام 2014 مع رئيس الوزراء الإسرائيلي للتعاون فى الحفاظ على المياه “إن هناك الكثير الذي يمكننا أن نتعلمه، والكثير الذي يمكننا مشاركته.”

Round concrete areas bordered by roads, trees and water (© AP Images)
محطة كارلسباد لتحلية المياه تأخذ تصميمها من شركة تابعة لشركة إيد تكنولوجيز الإسرائيلية. (© AP Images)

العلاقات الزراعية

يتمثل محور هذه الشراكة في محطة كارلسباد لتحلية المياه في سان دييغو، التي تقوم بتحويل مياه المحيط إلى مياه نظيفة وصالحة للشرب. وقد أنجزت شركة إسرائيلية المشروع في كانون الأول/ديسمبر، وتقوم المحطة الآن بتوفير المياه لأكثر من 300 ألف مواطن من أهالي كاليفورنيا.

وجدير بالذكر أن كلًا من كاليفورنيا وإسرائيل تعتبر مركزًا هامًا للزراعة. ففي كاليفورنيا، تساعد 80 في المئة من المياه العذبة في الولاية على نمو ثمار الأفوكادو الشهيرة في البلاد، والحمضيات، واللوز، والعنب، والفستق. وأما في إسرائيل فإن معظم الأراضي الزراعية تستخدم تقنية “الري بالتنقيط” العالية الكفاءة التي تؤدي إلى زيادة إنتاجية الطماطم والزيتون حتى في صحراء النقب.

واليوم، تساعد إسرائيل ولاية كاليفورنيا على هندسة شبكات المياه التي ستكون قادرة على مواجهة النقص القادم في المياه والحفاظ على المحاصيل من الضرر.

كما تعمل كاليفورنيا والعلماء الإسرائيليون معًا على تطوير مبيدات حشرية صديقة للبيئة وتحسين عملية تصنيع النبيذ.

تاريخ من الحفاظ على المياه

إسرائيل تعرف ندرة المياه. ولكن في العام 2014، أصبح البلد الذي يقطنه 8.3 مليون نسمة لديه اكتفاء مائي، وذلك بفضل استراتيجية متعددة الأجزاء:

  • تحلية المياه: أدى تحويل مياه البحر إلى مياه شرب إلى تحويل العجز المائي لدى إسرائيل إلى فائض. والآن، يشرب خمسة وخمسون في المئة من الإسرائيليين الماء من محطات تحلية المياه.
  • إعادة تدوير مياه الصرف الصحي: كانت إسرائيل رائدة في عملية تنقية مياه الصرف الصحي واستخدامها للزراعة. واليوم، تعيد إسرائيل تدوير نحو 90 في المئة من مياه الصرف الصحي.
  • الري بالتنقيط: أشاع العالِم دانيال هيليل هذه التقنية الزراعية، والتي تحافظ على نمو المحاصيل بواسطة التنقيط المنتظم بما يكفي من المياه.
  • ترشيد استخدام المياه: تضمن المراحيض ورشاشات المياه المنخفضة التدفق المحافظة على المياه في المنازل وترشيد استخدامها.

ووفقا للأمم المتحدة، فإن ندرة المياه تؤثر على 40 في المئة من الناس في جميع أنحاء العالم. وتوفر إسرائيل التدريب على الإدارة المائية والري إلى الجارين الفلسطيني والأردني، بالإضافة إلى مئة بلد نام.

وقال إيلون أدار، الأستاذ في جامعة بن غوريون في النقب في مقابلة مع الموقع الإخباري على الإنترنت، إسرائيل في القرن الـ21 (ISRAEL21c) “إذا تمكنّا من التغلب على مشاكل المياه لدينا في إسرائيل، وفي الشرق الأوسط، فإن ذلك يمكن أن يحدث في أي مكان آخر في العالم تقريبًا.”