تجمّع الآلاف من الزوّار والمشاركين الأميركيين والروس من عشاق ثقافة موسيقى البوب في المهرجان السنوي للأفلام والقصص المصوّرة، أو “كوميك-كون” الذي تستضيفه المدينتان موسكو ونيويورك.
وقد استكشف روّاد المهرجان والمعجبين بالشخصيات الكاركاتورية وفنون أزياء التنكر، آخر ما تم التوصل إليه في فنون الروايات المصورة والرسوم المتحركة والمانغا (القصص المصورة اليابانية) وألعاب الفيديو والأفلام والمسلسلات التلفزيونية. وقد استمعوا إلى الفنانين وشاركوا في الكوزبلاي (هو نوع من فنون الأداء يقوم المشاركون فيه بارتداء أزياء شخصية كارتونية ووضع زينتها).
https://www.instagram.com/p/BKfYc1WAqc6/
أعلاه: صورة من موقع إنستغرام لشخص وطفلين يرتدون أزياء شخصيات خرافية أو أبطال خارقين وتحتها تعليق باللغة الروسية.
كما التقوا أبطال الرسوم الكاركاتورية المعاصرة، وعلى وجه التحديد، الممثلون الذين يلعبون دور هذه الشخصيات على شاشات التلفزيون. وقد وطد الممثل الأميركي مايكل كودليتز، المعروف بتمثيله دور الرقيب أبراهام فورد في المسلسل التلفزيوني الموتى السائرون، الذي اقتبس من سلسلة الكتب المصورة الكاركاتورية التي تحمل نفس الاسم، علاقته بأهالي مدينة موسكو وكشف عن تعلق مثير للاهتمام بروسيا.
تعلق الروس بشخصيات الأبطال الخارقين
لقد وُجِدت الأفلام والقصص المصورة (أو الكوميك كون) منذ زمن بعيد، إذ إن هناك إعجاب وجاذبية بالأبطال الخارقين والقصص الكلاسيكية التي تروي صراع الخير والشر. هذا الأساس الموجود في الكثير من الكتب المصورة يتخطى الحواجز الجغرافية والثقافية. إذ كان الرجل الخارق (سوبرمان)، الذي ألف قصته طالبان من طلبة الثانوية العامة هما- جيري سيغل وجو شوستر- وكلاهما يتحدر من جذور روسية – خلال فترة الكساد الكبير، أول بطل لشخصية خارقة في الكتب الكاركاتورية المصورة. وقد هاجر والدا سيغل من جزء من الامبراطورية الروسية حينذاك، وهذا الجزء أصبح يعرف لاحقًا باسم ليتوانيا، بينما جاءت والدة شوستر من المنطقة المعروفة الآن باسم أوكرانيا.

لا يزال الرجل الخارق يمثل شخصية أقصى ما يجب أن يكون عليه الرجل الخيِّر، على أهبة الاستعداد لمواجهة أعداء العالم. لقد حارب ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، بينما يتخفى بكل تواضع في شخصية كلارك كينت.
بعد سنوات عديدة، في العام 2003، أصبح الرجل الخارق مواطنا روسيا، بكل ما في الكلمة من معنى، عندما أصدر مارك ميلر سلسلة (Superman: Red Son) أي الرجل الخارق: الابن الأحمر، وهو عبارة عن كتب مصورة تطرح سؤالًا افتراضيًا يقول: “ماذا لو كان الرجل الخارق قد تربى في الاتحاد السوفييتي؟”
I finished #Superman Red Son last night.I read it in two nights.Very engaging. Excellent story.I loved the ending. pic.twitter.com/D6DSUWeZ8d
— Michael Earls (@cerkit) September 8, 2016
أعلاه: تغريدة لمارك إيرلز تقول: انتهيت من قراءة سلسلة “الرجل الخارق: الابن الأحمر” البارحة. قرأتها في غضون ليلتين. إنها مشوقة وممتازة. وأعجبتني النهاية.
في هذه القصة، الرجل الخارق بدلا من الهبوط في كانزاس كطفل، يهبط، في مزرعة في أوكرانيا. وبدلًا من العمل في صباه في صحيفة ديلي بلانت، يعمل مراسلا في صحيفة برافدا السوفييتية.
إعجاب بالزومبي في موسكو
خلال حلقة الأسئلة والأجوبة التي استضافها كودليتز من مسلسل الموتى السائرون، أظهر الجمهور الروسي معرفة واسعة بعالم خيال يجتاحه الموتى السائرون (الزومبي)، وعلاوة على ذلك ادعوا أن الممثل واحد منهم.
https://www.instagram.com/p/t7vZOftzU9/
وقد أثار تلميح أحد المعجبين بأن كودليتز “يحمل سمات روسية” وينبغي أن يمثل في فيلم روسي، إعجاب الجمهور الذي ضجت القاعة بتصفيقهم وضحكهم. تقبل كودليتز الفكرة بكل لطف ورقة، وكشف عن أن جدته كانت روسية، وواصل استمالة الجمهور بنطق عبارات باللغة الروسية مثل “بوزالويستا” (أي من فضلك) و”سباسيبو” (شكرا لك).
وقال كودليتز، في إشارة إليه هو وزوجته، إنه قبل “مجيئنا إلى روسيا لم نكن نعرف ما يمكن توقعه… كانت زيارة رائعة. كانت في مجملها رحلة ممتعة بسبب الناس، الشعب الروسي.”