مكتبة جامعة ولاية نورث كارولينا توفر جدرانا لعرض أفلام فيديو عالية الوضوح، وأجهزة كمبيوتر ثلاثية الأبعاد ومرافق لعقد المؤتمرات عن بعد عبر فيديو. (AP Images)

أفسح  المجال يا ملفل ديوي، مبتكر النظام المعروف باسم تصنيف دوي العشري الشهير للبحث عن الكتب والذي ما زال يستخدم في أكثر من 200 ألف مكتبة في العالم.

بدلا من ذلك، أنظر إلى المكتبة الجامعية في القرن الحادي والعشرين.

مئات المعاهد الأكاديمية، ابتداءً من الجامعات العريقة والمرموقة إلى كليات المجتمع الأهلي، أعادت تنظيم وتشكيل مكتباتها لجعلها مراكز نابضة الحيوية والنشاط تواكب الحياة الجامعية الحديثة. وقد استعيض عن الدوريات المجلدة وآلاف الكتب المتعفنة والنظم التي تقيد سلوكيات استخدام الكتب. وأنشأت مكانها مقاه ومقاصف وأماكن للدراسة الجماعية حيث يشجع الدارسون على الكلام والتحدث إلى بعضهم البعض، والوصول إليها متاح على مدار الساعة وكنبات صمّمت للاستلقاء عليها وأخذ غفوة قصيرة.

تعكس هذه اللمسات التي كانت موضع ترحيب أحدث تفكير حول عادات الدراسة لدى جيل الألفية (أي مواليد العام 1980 وما بعد) والاعتراف بأن الطلاب الذين لديهم أجهزة كمبيوتر محمول وإمكانية الاتصال اللاسلكي بالإنترنت (عبر الواي فاي) يمكنهم أن يطالعوا ويدرسوا في أي مكان، كما ذكرت جولي غاريسون عميدة المكتبات في جامعة غرب ميشيغان.

Students at "visualization wall" (© AP Images)
“جدار المرئيات” بكلية كونتيكوت يصبح شائعًا حينما يحتاج الطلاب إلى شاشة كبيرة تفاعلية. (AP Images)

وأضافت غاريسون قائلة: “كنا نفكر بتصاميم المكتبات دائمًا من منطلق الكتب. والآن ثمة حاجة أقل لصون مجموعات المطبوعات بالطريقة التي كنا نعتمدها حينما كانت تلك المصدر الوحيد للحصول على المعلومات، وأيقنّا أنه إذا سمحنا للطلاب أن يجلبوا معهم الطعام والشراب فإنهم سيصرفون وقتا أطول في المكتبات.”

وفيما تفسح الكتب المجال أمام نطاقات تردد الشبكة الإلكترونية، يجري تزويد مكتبات الجامعات بمختبرات إنتاج إعلامي وأماكن مزودة بآخر صيحة في عالم التكنولوجيا حيث بمقدور الطلاب أن يستخدموا طابعات ثلاثية الأبعاد وقاطعات الليزر وجدران وشاشات لمشاهدة البيانات حيث يمكنهم عرض مشاريعهم. ببساطة، يجب عليك أن تنسى كل ما كنت تعتقد أن له صلة بالمكتبات سابقًا.

وفي كثير من الأحرام الجامعية، صار مهنيو تكنولوجيا المعلومات يجلسون جنبًا إلى جنب مع اختصاصيي المراجع المكتبية.

Students in library looking at large horizontal screen with electronic "virtual cadaver" on it (© AP Images)
طلاب ينظرون الى “جثة افتراضية” في مكتبة توبمن للعلوم الصحية بجامعة ميشيغان (AP Images)

وعن ذلك تقول كاثرين بيرجيرون رئيسة كلية كونيتيكت بمدينة نيو لندن: “حصل في الواقع تحوّل كامل في فكرة ما تقوم به المكتبات في الأحرام الجامعية، وهو تبدّل من مفهوم المكتبة كمكان للحفاظ على المعارف إلى حيز للابتكار والتعاون.”

أما مكتبة تشارلز إي شين في الكلية، التي شيّدت في العام 1976 كمبنى ذي نوافذ صغيرة لحماية المقتنيات من ضوء وأشعة الشمس، فقد تم تجديدها مؤخرًا لإبراز الضوء الطبيعي والتركيز على المساحة الجماعية التي تستقطب مجموعة طلاب في مكان واحد.

وقال كريستوفر ستيورات، وهو أستاذ مساعد بالجامعة الدومينيكية بإيلينوي، يجري أبحاثًا حول المكتبات الجامعية، قال إن توفر سبل الراحة والتكنولوجيا قد أضاف خصائص وصفات جديدة  بدلا من استبدال الوضع الذي يتذكره الخريجون منذ أيامهم في الجامعات حينما كانوا يحشرون أنفسهم في أقبية للدراسة.’

Person sitting in chair using laptop in study pod at a library (© AP Images)
أحواض الدراسة شائعة في مكتبة جيمس برامش كابيل التي جرى ترميمها في حرم جامعة فيرجينيا كومونويلث (AP Images)

ويضيف ستيورات: “الطلاب يطالبون بالحيز الاجتماعي لكنهم يحتاجون كذلك إلى الهدوء والتأمل والوقت الذي يقضونه في العمل. وما زالت لديهم تلك الفكرة الرائعة والمقدسة عن المكتبة كمكان مبجّل للدراسة والعلم. وهم ما زالوا بحاجة لنفس التجربة، لكنهم أيضًا يحتاجون إلى ما هو أكثر من ذلك.”

إذا كنت ترغب في دراسة اللغات- أو غيرها من المواضيع- في الولايات المتحدة، تابع موقع شيرأميركا للتعرّف على الحياة في الجامعات الاميركية وبادر إلى زيارة الموقع الإلكتروني لبرنامج التعليم في أميركا لوضع الخطط اللازمة لدراستك في الولايات المتحدة.