أدان الزعماء والقادة في مختلف أرجاء العالم الهجوم الذي شنته سوريا والذي وصفه الرئيس ترامب في تصريح له يوم 4 نيسان/إبريل “بالوحشي والهمجي” بالأسلحة الكيميائية والذي أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين الأبرياء.
وقال الرئيس ترامب “إنه لا يمكن أن يكون هناك أدنى خلاف حول استخدام سوريا لأسلحة كيميائية محظورة منتهكة بذلك التزاماتها بموجب معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية ومتجاهلة مناشدات مجلس الأمن الدولي”.
وكانت الأمم المتحدة قد وصفت أي استخدام للأسلحة الكيميائية بأنه أمر “غير مقبول”.
ومن الجدير ذكره أن سوريا كانت قد وقّعت منذ أربعة أعوام على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية للعام 1997، وهي معاهدة تحظر الأسلحة الكيميائية وتطالب الدول بتدمير مخزوناتها تحت رقابة دولية صارمة.
ما هي الأسلحة الكيميائية؟
هي عبارة عن مواد كيميائية سامة تستخدم إما لقتل أو إلحاق الأذى الجسيم بالهدف المقصود. ويُمكن استخدام عدة وسائط لإيصال هذه الأسلحة إلى أهدافها، كالقذائف أو القنابل أو قذائف المدفعية أو الألغام أو غير ذلك من الوسائل الأخرى. ويمكن أن تسبب للضحايا الاختناق، والنوبات المرضية، وعند تعرض الشخص لجرعات قاتلة من المواد الكيميائية، فإنه يلقى حفته في غضون خمس دقائق.
وبعض هذه المواد مثل غاز الخردل، له تأثير متأخر أو بطيء. ويمكن أن تكون مواد سائلة أو غازات أو مركبات هوائية، أو أبخرة أو غبار. ومن المواد الكيميائية الأكثر سرعة والأشد فتكا غازات الأعصاب، مثل السارين وڤي أكس (VX).
ما هي معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية؟
تتكون معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية من عدة اتفاقيات دولية، ومنها بروتوكول جنيف للعام 1925، وهي ترمي إلى حظر استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في الحروب. ومعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية هي الأشمل نطاقًا. (إذ يحظر بروتوكول جنيف على الدول استخدام الأسلحة الكيميائية ولكنه لا يحظر حيازتها).
وهذه المعاهدة تعد تاريخية، وقد تم التفاوض عليها وإبرامها في باريس في العام 1993 ودخلت حيز التنفيذ في العام 1997 عندما صادقت عليها الدول الـ 65 الأطراف فيها. أما الآن فقد وقّع عليها 192 بلدًا، بما في ذلك سوريا منذ العام 2013 وآخر دولتان توقعان عليها هما ميانمار (المعروفة سابقا باسم بورما) وأنغولا في العام 2015.
وتنص المعاهدة على حظر الاسلحة الكيميائية وتدميرها وإزالة مرافق إنتاجها.
وتلزم الدول الأطراف في المعاهدة بأن تعلن عن حجم مخزوناتها من الأسلحة الكيميائية وأن تقوم بتدميرها في غضون فترة زمنية محددة. كما تنص على وضع نظام رقابة تفتيش شامل للمرافق الكيميائية الحكومية والخاصة للتحقق من عدم وجود أسلحة كيميائية جديدة. كما تحظر على الأطراف الموقعة عليها مساعدة أو تشجيع الدول والأطراف الأخرى في استخدام الأسلحة الكيميائية.
كيف تعمل المعاهدة ومن يفرض تنفيذها؟
توفد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ومقرها في مدينة لاهاي بهولندا، المفتشين للتحقق من أن الدول الأعضاء تفي بالتزاماتها المنصوص عليها في المعاهدة.
وقد فازت المنظمة بجائزة نوبل للسلام للعام 2013 لعملها ونشاطها.
ويشرف مكتب مراقبة التسلح والتحقق والامتثال التابع لوزارة الخارجية الأميركية على تنفيذ الولايات المتحدة للاتفاقية.
ما الفرق الذي حققته المعاهدة؟
يقول المدير العام للمنظمة أحمد أوزومكو إنه تم التحقق من تدمير أربعة وتسعين في المئة من مخزونات الأسلحة الكيميائية للدول الأعضاء.
وقد أجرت المنظمة 6327 عملية تفتيش ودمّرت ما يقرب من 72300 طن متري من المخزونات المحظورة. وتم تدمير نحو 7.4 مليون وحدة من الذخائر والعتاد. كما قامت الدول الأعضاء بتدمير نحو 90 منشأة لإنتاج الأسلحة الكيميائية أو تغيير نشاطها.
وتواصل المنظمة رصد ومتابعة عمليات التدمير المقررة للمخزونات المتبقية للدول الأعضاء.
وخلال الحرب العالمية الأولى، استُخدم غاز الكلور وغاز الخردل وغيرهما من المواد الكيميائية السامة على نطاق واسع في المعارك، ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن مئة ألف شخص. وفي حين أن العالم لا يخلو من الحروب، فإن المقاتلين في القرن الحادي والعشرين لم يلجأوا عمومًا إلى المواد الكيميائية كسلاح من أسلحة الدمار الشامل.
غير أن الحرب الأهلية في سوريا تعد أمرًا استثناءً.
الرسوم التوضيحية في هذ التقرير هي بريشة دوغ تومبسون/ من وزارة الخارجية