يتنافس الجيل القادم من خبراء أمن الفضاء الإلكتروني لنيل أعلى المراكز في مسابقة عالمية تقام سنويًا أنشأتها في الأصل جامعة نيويورك.
وكانت جامعة بن غوريون بالنقب في إسرائيل ومعهد غرينوبل للتكنولوجيا في فرنسا هما آخر من انضم إلى أكبر حدث يديره الطلاب في مجال أمن الفضاء الإلكتروني في العالم تحت اسم أسبوع التوعية الأمنية الإلكترونية، (CSAW). وستقام نهائيات المسابقة في مواقع حول العالم في الأسبوع الثاني من شهر تشرين الثاني/نوفمبر.
وكانت كلية تاندون للهندسة بجامعة نيويورك قد بدأت المسابقة في العام 2003 لطلابها فقط. لكن المسابقة توسعت لتصبح حدثا دوليا يقام في مراكز تتوزع على خمسة بلدان حيث تُجرى اختبارات لقياس مهارات الآلاف من خبراء الكمبيوتر الشباب بهدف تحفيزهم على العمل في مجال حماية نظم البيانات.
يقول الأستاذ بكلية تاندون، ناصر ميمون، الذي أطلق فكرة أسبوع التوعية بأمن الفضاء الإلكتروني، إن هناك حاجة متزايدة لخبراء أكثر مهارة للعمل في مجال أمن الفضاء الإلكتروني.
وقال ميمون، “إنه عالم مختلف الآن عما سبق حينما بدأنا. ففي الماضي كان الأمر مجرد أولاد يلعبون. … أما الآن فالمنخرطون في هذا الأمر مجموعات إجرامية كبيرة ودول قومية. هناك خصوم أكثر تصميمًا. وحيثما تدخل في الصورة الأموال الكثيرة والمصالح القومية، تصبح المشكلة أكثر صعوبة. وما زلنا لا نعرف حتى الآن كيف نقوم بمواجهتها.”
#CyberSecurityawarenessmonth lasts all year long at @nyutandon: https://t.co/9C9dQrdhHa
— CSAW (@CSAW_NYUTandon) October 25, 2017
أعلاه، تغريدة بالإنجليزية من شهر التوعية بأمن الفضاء الإلكتروني، تقول: شهر التوعية بأمن الفضاء الإلكتروني يستمر على مدار العام في تاندون.
ووفقا للتقويم، فقد حان الوقت للاحتفاء بالشهر الوطني للتوعية بأمن الفضاء الإلكتروني، ولكن هنا في تاندون فإننا نركز على أمن الفضاء الإلكتروني كل يوم من أيام السنة.
والغرض من أسبوع التوعية بأمن الفضاء الإلكتروني هو إعطاء الطلاب الفرصة لإظهار مواهبهم، والتفاعل مع المهنيين، ورؤية القيمة الحقيقية لمهاراتهم.
‘كسب النقاط’ في الفضاء الإلكتروني
في الجولات الأولية على الإنترنت لمسابقة العام 2017، قام أكثر من 10 آلاف طالب من طلاب المدارس الثانوية والجامعات بتشكيل فرق صغيرة للمنافسة.
وقد تأهل حوالي 400 متسابق للنهائيات التي ستقام في مواقع مختلفة، مثل: جامعة نيويورك في بروكلين، وفرع جامعة نيويورك في أبو ظبي، والمعهد الهندي للتكنولوجيا في كانبور، ومدرسة إي إن بي إيسيسار في غرونوبل، وجامعة بن غوريون.
ويطلق على الحدث الرئيسي للمسابقة مُسمى “الإمساك بالعَلم”، أو “كسب النقاط”، حيث يُطرح أمام الفرق المتنافسة سلسلة من التحديات الأمنية الحاسوبية الموجودة في الواقع الحقيقي، وحين يحلون المشاكل فإنهم يكسبون النقاط، أو “الأعلام”. وأفضل الفرق فقط هي التي ستتأهل للتنافس بالجولة النهائية التي تستغرق 36 ساعة. وسوف يُمنح الفائزون المنح الدراسية وغيرها من الجوائز.
وتشكّل عدة المنافسات معًا مسابقة أسبوع التوعية بأمن الفضاء الإلكتروني، إذ يتم طرح تحديات في كل جانب تقريبًا من جوانب مجال أمن المعلومات، بدءًا من اختبارات لاختراق وحماية الأجهزة والبرمجيات، ووصولًا إلى اقتفاء آثار الجرائم الإلكترونية، واستعراض السياسات الحكومية.
وفي الولايات المتحدة، يقوم برعاية أسبوع التوعية بأمن الفضاء الإلكتروني عدد من الشركات الكبرى وكذلك الوكالات الحكومية الأميركية، بما فيها وكالة الأمن القومي ووزارة الأمن الداخلي. فكل منها له مصلحة كبيرة في رعاية ذوي المواهب في مجال أمن الفضاء الإلكتروني.
هذا المقال بقلم الكاتب المستقل ديفيد ستوري