ينمو التصنيع في الولايات المتحدة بوتيرة هي الأسرع منذ أكثر من عقد من الزمن. ورَشال وايت هي أحد الأسباب التي يُتوقع أن تساعد في استمرار هذا الاتجاه.
تمثل وايت، البالغة من العمر 28 عاما، وهي من مدينة شيكاغو، الجيل المقبل من العمال الأميركيين الذين يتم إعدادهم للعمل في التصنيع المتقدم. وهي في المرحلة النهائية من برنامج مجاني مدته 13 شهرا في مؤسسة تدعى صناعات بناء الذات وتقرير المصير أو (Building Self Determination Industries). تدير المؤسسة شركة تصنيع في المنطقة الجنوبية من مدينة شيكاغو، حيث ترتفع معدلات البطالة والفقر.

تقول وايت إنها بمجرد أن تكمل الدروة التدريبية في البرنامج سوف تعمل فنية مؤهّلة معتمدة في تشغيل الروبوتات. وتتلقى التدريب هي و39 متدربًا آخر في البرنامج الحالي، وبعد التدريب سينخرطون في فترة تدريب مهني في هذه الشركة، التي تُصنع المنتجات البلاستيكية القابلة للتحلل، بما في ذلك لوازم المائدة مثل السكاكين والفناجين والأغطية.
وقالت وايت التي تحمل شهادة في علم الاجتماع من جامعة ديباو في إنديانا “إن هذا البرنامج فتح حقبة جديدة وفرصة جديدة أمام فتاة سوداء من المنطقة الجنوبية (الفقيرة) من شيكاغو”.
من جانبها قالت سارة شتاينبرغ، نائبة رئيس إدارة الأعمال الخيرية العالمية في شركة (JPMorgan Chase & Company) جي بي مورغان تشيس آند كومباني، وهي شركة أميركية متخصصة في الخدمات المالية تساعد على تمويل البرنامج، “إنه بفضل البرامج التدريبية مثل برنامج (BSD Industries)” بي إس دي إندستريز”، يمكن أن يحصل هؤلاء الناس على فرص عمل جيدة، ورواتب مجزية، دون الحاجة لنيل شهادة أربع سنوات.”
تنفق الشركة ملايين الدولارات لبناء برامج في عموم البلاد تقوم في الغالب بتدريب خريجي المدارس الثانوية في المناطق المحرومة لـتأهيلهم لشغل وظائف في مجال التصنيع المتقدم في ديترويت، بولاية ميشيغان، وفي المنطقة الشمالية من ولاية نيويورك.
كما تساعد هذه البرامج أيضا على جعل قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة من أكثر القطاعات تنافسية في العالم.
وقال الرئيس ترامب، الذي جعل التصنيع في الولايات المتحدة أولوية بالنسبة لحكومته، ووقع العديد من الأوامر التنفيذية التي تدعم هذه السياسة، “إننا جميعا نكون أفضل حالا عندما نشتري، ونبيع المزيد من المنتجات المصنوعة في الولايات المتحدة”.
نمو هو الأسرع وتيرة منذ 13 عاما
توسع التصنيع في الولايات المتحدة في شهر أيلول/سبتمبر 2017 بوتيرة هي الأسرع منذ 13 عاما، وفقا للإحصائيات الصادرة عن معهد إدارة التوريد والإمداد، الذي يعد أكبر منظمة غير ربحية مهنية لإدارة التوريد والإمداد في العالم.
وقال تيموثي فيور، رئيس لجنة مسح الأعمال التجارية في المعهد، “أعتقد أن لدينا عاما آخر من التوسع في التصنيع”. وأضاف فيور أن النشاط بين الصناعات “الست الكبرى” في قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة قد أظهر نموا متزايد منذ نيسان/إبريل 2016.
ويمثل قطاع التصنيع الذي يضم هذه الصناعات الست الكبرى 70 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للصناعات التحويلية. وهذه الصناعات، من أكبرها إلى أصغرها، هي المنتجات الكيميائية؛ معدات النقل؛ الكمبيوترات والمنتجات الإلكترونية؛ والأغذية والمشروبات والتبغ؛ والبترول ومنتجات الفحم؛ والآليّات.
وقال فيور إن الولايات المتحدة أصبحت في وضع جيد يُمكنها من أن تتبوأ مكانة رائدة في العالم في مجال الإنتاج نظرا لكونها تمتلك المهارات الصحيحة وأخلاقيات العمل والطاقة الرخيصة وأنظمة توزيع عظيمة للمنتجات.
شاهدوا هذا الفيديو للتعرف على التطورات الحاصلة في مجال التصنيع في الولايات المتحدة التي قدمت للعالم مجموعة واسعة من الأجهزة، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة الطبية.
هذا المقال بقلم الكاتبة المستقلة لينور تي أدكنز.